رغم الحظر.. مغربية تستثمر في صناعة “البوركيني” بإسبانيا
استطاعت أن تشق لنفسها طريقا في مجال صناعة “لباس السباحة الشرعي” رغم الصعوبات والإكراهات التي تواجهها لتحقيق أهداف هذا المشروع في عالم غربي يعرف نوعا من التضييقات على حريات الملبس للجالية المسلمة، خصوصا النساء منهم، مسارها كله تحد ورغبة في تحقيق الذات وإبراز لمؤهلاتها ولخصوصيات فكرة لطالما آمنت بها.
في أواخر التسعينات قررت الاستقرار في اسبانيا بدل المغرب، ومن هناك بدأت رحلتها في فن التصميم والموضة في مجال يرافقه جدل كبير، إلا أنها اختارت لنفسها عنوان التحدي والاصرار، إنها “سمية حنيني”، ابنة مدينة بوزنيقة والمستقرة حاليا في احدى بلديات اقليم كانتابريا شمال الجارة الاسبانية لأزيد من عشرين سنة.
فكرة المشروع راودتها عند ذهابها لأحد الشواطئ الاسبانية ومشاهدتها لنساء مسلمات محجبات يستجممن بلباسهن الاعتيادي، والذي تعتبره سمية غير صحي للسباحة في مقابلة أجرتها، مؤخرا مع جريدة “إل الاسبانيول”، حيث كشفت أنه ليس من العدل أن يستمتع الرجال بالسباحة في الشواطئ أوالمسابح، في حين تكتفي النساء بالمشاهدة فقط.
وعززت صاحبة ماركة “Sumaya Style” موقفها بالقول إن غايتها من وراء الفكرة هي فسح المجال أكثر للمرأة المسلمة في الفضاءات العمومية.
تعتبر سمية حنيني المرأة الأولى في اسبانيا والوحيدة، الى غاية الآن، في صناعة لباس “البوركيني”، التي تتم بشكل خفي بعدة ورشات بالجارة الشمالية، إلا أنها تجد عدة عوائق لتسويقه من طرف كبار مراكز الألبسة في اسبانيا.
منتوج “Sumaya Style” موجه بالخصوص للنساء المسلمات اللواتي يجدن حرجا في السباحة في الأماكن العمومية، إلا انه يعرف إقبالا حتى من النساء غير المسلمات اللواتي يعانين من حساسية الجلد، نظرا للخصوصيات التي تتميز بها أتواب هذا الزي في حماية البشرة التي تتعرض للضرر جراء تفاعل المياه مع أشعة الشمس.
اليوم سمية حنيني تدرس في مجال علم النفس في جامعة مدريد الوطنية للتربية عن بعد، كما لديها عدة تكوينات في مجال التصميم والموضة. عزيمتها استمدتها من دعم العائلة التي تشجعها باستمرار على مواصلة طريقها، خصوصا مؤازرة والدتها التي تشكل لها حافزا كبيرا.
يذكر أن “البوركيني” فجر السنة الماضية جدلا كبيرا بعد مصادقة مجموعة من بلديات فرنسا على قرار منع ارتداء “زي السباحة الاسلامي” في شواطئها، الشيء الذي خلف استياء عارما داخل فرنسا وخارجها باعتبار أن هذا القرار يسعى أكثر للتضييق على الحريات الفردية والحث على العنصرية و”الاسلاموفوبيا”.
محسن الدفيلي