طبيبة مغربية تخاطر بحياتها لإنقاذ مهاجرين أفارقة بالغابات
رغم المخاطر الكثيرة ومنع السلطات، تخاطر رجاء مارصو الطبيبة المغربية بحياتها لإغاثة وعلاج مئات المهاجرين غير الشرعيين في مناطق وعرة على الحدود بين المغرب وأوروبا.
وأوضح موقع “دوتش فيليه” أن الطبيبة رجاء تحظى باحترام وتقدير جميع المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، إذ أنها لا تخشى التوجه صوب غابة “بليونش” الحدودية قرب سبتة المحتلة، غير مبالية بالمخاطر التي قد تتعرض لها.
ودأبت رجاء منذ شهر يناير عام 2014، على التوجه صوب الغابة المذكورة التي يتخذها مئات المهاجرين ملجأ لهم، كل نهاية أسبوع، مرفوقة بأعضاء جمعية “الأيادي المتضامنة” التي تشغل منصب نائبة رئيسها، موضحة أنه “قد يكون من الغريب التصرف هكذا، لكنني كنت أكشِف على مرضايَ من المهاجرين غير الشرعيين داخل السيارة أو في أي مكان وسط الغابة، أصطحب معي عُدَّتي ومِبضعي والأدوية التي أحتاجها”.
ولم تكن الطبيبة رجاء تتوقع هذا الحجم من البؤس والظروف المزرية التي يعيشها المهاجرون، حيث قالت “ملابس مُمزقة وبالية وأقدام حافية، جوع وعطش والكثير من الأمراض والإصابات”، مشيرة إلى أن الأوضاع دفعتها إلى اتخاذ قرار سريع وجِدي بالتفرغ لتقديم يد المساعدة للمهاجرين وتطبيب مرضاهم والمصابين منهم.
وأضافت مارصو التي اعتاد المهاجرون علو مناداتها ب”ماما حاجو” :”حين شاهدت ما هم عليه وخيامهم البلاستيكية الممزقة وإصابات بعضهم البليغة، قررت أنه لا يمكنني التَّخلي عنهم.. المجال صعب ويلزمه عزيمة قوية وهو ما جعلني أكسب ثقة المهاجرين فلم أتعرض يوما لأي اعتداء أو هجوم من طرفهم ولا أتوقع ذلك”.
ويختبؤ حوالي ألفي مهاجر سري داخل غابة «بليونش» الواقعة في الحدود المغربية الاسبانية القريبة من مدينة سبتة المحتلة، و55 % منهم تقل أعمارهم عن 25 سنة، كما أنهم يخطوطون بين الفينة والأخرى للهجوم على سياج المدينة، وكلهم أمل في العبور إلى الفردوس الأروبي.