تمكن المواطن الألماني ساليا كهوات، من إخفاء أنه أعمى على مديره، لمدة 15 سنة كاملة، وذلك من أجل تحقيق حلمه الذي كان يراوده منذ الطفوله، وهو العمل في إحدى الفنادق أو المطاعم الراقية في ألمانيا.
وتعود قصة كهوات عندما فقد بصره أيام الدراسة، وإعتقد أنه لن يحقق حلمه، إلا أنه تحدى نفسه، وتقدم لعدة وظائف، إلى حين تم قبوله في إحدى الفنادق المعروفة في “هامبورغ”، وتحفظ عن إخبار المدير أنه ضرير بنسبة تفوق %90 .
وتمكن كهوات من العمل لمدة 15 سنة في الفندق، بالرغم من أنه أعمى، حيث كان يتعامل مع الأشياء من حوله بشكل طبيعي، كأنه يبصر ما حوله، كما أنه حصل على عدة ترقيات بعد ذلك، الا أن إخفائه الحقيقة عن مديره جعله يدخل في حالة اكتئاب.
وكان ساليا كهوات قد صرح لوسائل الإعلام الألمانية، أنه كان يخضع لنفسه للتدريب خلال أوقات فراغه، من أجل عدم قيامه بأخطاء تذكر أثناء عمله، كالتعرف على أشكال القنينات والكؤوس وما إلى ذلك، مشيرا أن السبب في إخفاء الحقيقة عن مديره هو الخوف من فقدان عمله لأن أرباب العمل لن يقبلوا بتشغيل شخص من ذوي الإحتياجات الخاصة.
وبعد أن أكمل 15 سنة من الخدمة في الفندق، قرر كهوات أن يريح ضميره وإخبار رب العمل، الذي ذهل في البداية، إلى أنه تركه يستمر في عمله بعد ذلك، الأمر الذي جعله يقرر إصدار كتاب يحكي فيه عن تجربته أطلق عليه عنوان “موعد أعمى مع الحياة”، كما أصبح بعد ذلك مشرف إداري في ذات الفندق الذي بدأت منه مسيرته.
وعن قصة ساليا كهوات الفريدة من نوعها، قام المخرج الألماناني”مارك روتيموند” مؤخرا باستلهامها، من أجل فيلم سينمائي، سيحمل عنوان “رغم الصعوبات”، وسيجسد شخصيته فيه فيه النجم الألماني كوستيا أولمان.