نساء المسيرة الخضراء… فخر المغاربة
يخلد الشعب المغربي اليوم الذكرى الثانية والأربعين لإعلان جلالة المغفور له الحسن الثاني عن تنظيم حدث المسيرة الخضراء المظفرة، المحطة التاريخية المتميزة التي أرخت لمسلسل الكفاح الوطني ولاستكمال الوحدة الترابية للمملكة، حيث شاركت 35 ألف إمرأة إلى جانب 315 ألف رجل.
لم تخفي فاطمة لشيكر مشاعر الفخر والاعتزاز في اتصال هاتفي مع موقع “سلطانة” وهي تتحدث عن مشاركتها في المسيرة الخضراء: “هو فخر قبل كل شيء، قبل أن ألبي نداء الراحل الحسن الثاني وقبل شهرين من المسيرة، أحسست أن البلاد مقبلة على حدث كبير، فظللت أرتدي قفازا أبيضا وأغطي شعري بوشاح أبيض.. لحظات عميقة تلك التي عشتها كامرأة مغربية شاركت في حدث عظيم كهذا”.
وأضافت الممثلة القديرة:” كنت مسؤولة عن 272 امراة في المشي مع المقاطعة رقم7 ، وأديت واجبي الوطني بكل حب، وبعد عودتنا وجهت لي دعوة من القصر لحضور حفل أقامه الراحل الحسن الثاني على شرفنا، ولن أنسى عندما مر بقربي وربت على كتفي ثم قال لي “الله يرضي عليك دنيا وآخرة “.. كل يوم أعيش بهذه اللحظات”.
وفي حديثها عن علاقة المرأة بالرجل أثناء المسيرة، أكدت المناضلة أنه:” كنا مثل العائلة الواحدة، الرجل مثل المرأة نسير جنبا إلى جنبا، ولم تتعرض النساء للمضايقات من أي نوع، بالعكس كان الرجال يكنون لنا كل الاحترام، كان هناك بعض المتزوجين المشاركين في المسيرة، وعندما كان الرجل يرغب في رؤية زوجته، فما عليه سوى جلب إذن من القيادة، وبالمقابل لم تكن النساء يزرن الرجال في المكان الخاص بهم… ولكن عند السير، كنا نسير جنبا إلى جنب، كأننا جسم وعقل ونفس واحدة، إضافة إلى أن المجتمع المغربي في تلك الحقبة لم يكن يعرف ظاهرة تحرش أو مضايقة النساء” .
وأشارت الشيكر إلى أن:”المرأة في المسيرة استحملت التنقل والسير والتعب لأنها مخلوق قوي، وعندما استجابت لنداء الوطن كانت “قد المسؤولية”، والمعروف على المراة المغربية الصبر والقدرة على التحمل والوطنية، لذا لم نشتكي طول الرحلة”.
ومن جهته، قال محمد كباب، الكاتب العام للمجلس الوطني السامي للمتطوعين بالمسيرة الخضراء، في اتصال مع موقع سلطانة أن :”تجربة المرأة في المسيرة الخضراء استتثائية، فقد تحملت المسؤولية السياسية بكل شرف، فربات البيوت شاركن إلى جانب المثقفات، لأن روح الوطنية مغروسة في قلوبهن وورثنها كما يقال أبا عن جد”.
وأضاف كباب :” النساء اللواتي شاركن في المسيرة تقلدن مناصب عليا ووصلن إلى مراكز القرار، وسأقتصر على ذكر نزهة الصقلي وفاطمة أوشن.. فمشاركة المرأة في هذا الحدث التاريخي رسم الحدود التاريخية للوطن وساهم في بناء صرح المغرب الحديث”.