سلطانة

الأسر المغربية.. بين مطرقة المناسبات المتتالية وسندان القروض

رمضان، العطلة الصيفية، عيد الأضحى والدخول المدرسي، هو تشكيل رباعي يدخل الرعب في نفوس المغاربة، إذ يتخوف معظمهم خاصة منهم الفئات المتوسطة والفقيرة، من عدم قدرتهم على تسديد مصاريفها، لا سيما أنها تصادف مناسبات أخرى.

فمنذ  شهر يونيو حتى الآن، التقت أربع مناسبات لا تمر الواحدة منها دون ميزانية مالية، الأمر الذي جعل بداية الصيف أكثر صعوبة وتكلفة  خاصة لدى الأسر ذات الدخل المحدود، ويعتبر رمضان الشهر الذي ينفق فيه المغاربة أكثر من غيره في السنة، ويزداد صعوبة مع اقتراب عيد الفطر إذ تضطر الأسر المغربية إلى شراء مستلزماته فضلا عن ملابس جديدة للأطفال.

وتوحي كثرة الرواج مؤخرا سواء في الأسواق أو المحلات التجارية إلى اقتراب مناسبتين تعد تكلفة الواحدة منهما باهضة عن الأخرى، هما عيد الأضحى وما يتطلبه من مصاريف للأضحية وغيرها، والدخول المدرسي، وغالبا ما يكون المواطنون عرضة للإستغلال من طرف الباعة، كما أن الأثمنة تتضاعف بشكل لا يجد معه معيلو الأسر إلا الإستسلام.

من جهة أخرى تعمد عدد من الأسر المغربية إلى شراء ما يلزمها للمناسبتين بلجوئها للاقتراض من مؤسسات قروض وأبناك من أجل مواجهة الارتفاع الكبير لأسعار المواد الاستهلاكية والخروج من المعركة بأقل الخسائر الممكنة.

إطار بنكي قال في تصريح لمجلة “سلطانة”، “إن نسبة اقتراض المغاربة في هذه الفترات تتضاعف ثلاث مرات عكس الأيام العادية، وهذه القروض تكون ذات نوعية مفتوحة، أي أن المقترض لا يحدد الغرض من القرض الذي يريده”.

من جهته اعتبر عادل بلعمري، باحث في علم الاجتماع  “أنه بالرغم من تزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية وعيد الأضحى والدخول المدرسي وما يخلفه ذلك من أعباء اقتصادية على ميزانية الأسر، إلا أن هذه الأخيرة وبمختلف طبقاتها وشرائحها الاجتماعية نجدها تحرص من خلال تدبيرها الجيد ووعيها بثقافة الادخار الاقتصادي لمواردها”.

وزاد قائلا “أن الأسر المغربية تحرص على الحفاظ والتمسك بأداء مختلف واجباتها والتزاماتها سواء اتجاه الفرد أو المجتمع بشكل عفوي عبر التقيد والإلتزام بمجموع هذه القواعد والأعراف والتقاليد الاجتماعية  والتي تعد بمثابة التزامات أخلاقية للأسر يلزمون أنفسهم بها عن طيب خاطر”.

وتقول حليمة ربة بيت لـ “سلطانة”، “أنها كسائر المغاربة تمر في هذه الفترات بضائقة مالية تضطر معها أحيانا إلى أخذ قروض من أحد أقربائها وأحيانا تستفسر عن أحسن العروض المقدمة من طرف شركات السلف، مشيرة أن تزامن هذه الفترات يخلط الكثير من الحسابات”.

 وبين هذا الرأي وذاك تبقى هذه المناسبات  بشتى أشكالها عبئا على كثير من الأسر المغربية بدل أن تكون مصدرا للفرح في ظل ارتفاع الأسعار، وضعف المراقبة واحتكار المضاربين لكثير من السلع.

 

vous pourriez aussi aimer