موسم أصيلة الثقافي… منتدون يناقشون المقاربات التأويلية للفكر الإسلامي المعاصر
ناقش المشاركون في الجلستين الختاميتين لندوة “الفكر العربي المعاصر والمسألة الدينية”، اللتين انعقدتا أمس السبت بأصيلة في إطار جامعة المعتمد بن عباد الصيفية (الدورة 32)، المقاربات التأويلية للفكر العربي المعاصر في صناعة الفتوى والدرس والإعلام الديني.
وفي هذا الصدد، قال الباحث أحمد الصياد، السفير المندوب الدائم لليمن لدى اليونسكو سابقا، إنه يتم عادة إغفال تأويلات الراوندي والرازي والصوفيين على سبيل المثال، والأخذ بتأويلات فقهاء تقليديين تحرض فتاويهم على العنف والتطرف كظاهرة لم تنل حظها من البحث.
واعتبر الباحث في الدراسات الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي أن محاربة العنف لا يمكن عزلها عن القرار السياسي، داعيا إلى اعتماد قرارات بعيدة المدى بهذا الشأن.
وأضاف رفيقي أن من بين العوامل المغذية للعنف إشكال التاريخ الماضي منه (من قبيل التركيز على أمجاد الغزوات والحروب) والمستقبل (من قبيل أحاديث الملاحم والفتن).
وتحدث الكاتب والروائي الكويتي طالب الرفاعي، عن تجربة بلاده في الانفتاح الثقافي لمواجهة التطرف (صدور مجلة العربي 1958، وسلسلة عالم المعرفة 1979)، محذرا من تغلغل التطرف في البيوت والعقول.
ورأى الباحث والكاتب يونس قنديل ، من جانبه، أن الإسلام السياسي صار يسعى إلى اختراق العقل الجمعي وأسلمة المجتمعات من خلال أسلمة المعرفة. وأضاف قنديل أنه منذ أحداث 11 شتنبر 2001 يجري الحديث عن إسلام وسطي تتنازعه أطراف عدة.
وذكر الناشر العراقي هيثم الزبيدي، رئيس تحرير جريدة العرب اللندنية وموقع ميدل إيست أونلاين، أن الخطاب الديني المعاصر يحاول أن يكون منطقيا بربطه الوعظ بالعلم أو بتبني الاقتصاد الإسلامي والدعوة للتسامح، ويسعى للاستقطاب من خلال الترويج لكاريزما قادته الأحياء بل القادة التاريخيين القريبي العهد بالوفاة، مع تذكير مريديهم بتنبؤات وطوباويات لشحذ الهمم.
وشدد رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام بالرياض فهد العرابي الحارثي على أهمية توفير فرص الشغل للشباب وتوفير التدريب للقوى العاملة والاهتمام بالجانب التطبيقي وبناء الشراكات وتقديم الدعم للصناعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير الأمن في مواجهة التطرف.
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد قواص إن القارئ يساهم في تنزيل النص مقدسا أو غير مقدس، ونقل عن المفكر الفرنسي ريجيس دوبري قوله في كتابه الأخير (حضارات) إن أسوأ المنظومات العنيفة ليست هي الأديان ولكن الإيديولوجيات السياسية كالفاشية والستالينية.
واعتبرت الباحثة والكاتبة الصحفية البحرينية انتصار البنا (معهد بحوث الإعلام في الشرق الأوسط) أن فكرة الإسلام هو الحل بدأت مع الاستعمار الذي حجم دور الدين في المدارس التقليدية وتحفيظ القرآن الكريم، مشيرة إلى أن المشكل يكمن في تفسير الآيات القرآنية وتأويلها.
وأعرب الكاتب الصحافي والمحلل السياسي اللبناني إياد أبو شقرا عن اعتقاده أن دور الإسلام السياسي صار تفتيتيا للأمة العربية الإسلامية بسبب تركيزه على التمييز بين التيارات والمذاهب الدينية، مضيفا أن الهوية الإسلامية من عمر الدعوة المحمدية.