سلطانة

بورتريه: الركراكي رحلت.. ولم ترحل سيرتها

رحلت الفنانة فاطمة الركراكي ولم ترحل سيرتها التي ملأت الساحة الفنية حضورا، ليس فقط لأنها كانت أيقونة الفن المغربي، لكن لما تركته من بصمات إنسانية في الوجدان العام.

شكل خبر وفاة الفنانة صباح اليوم الإثنين، صدمة في الوسط الفني، وهي التي حافظت على مكانة كبيرة في قلوب عدد كبير منهم، على الرغم من غروب الأضواء عنها.

الفنانة القديرة حفرت لنفسها اسما لا يُنسى، وصارت نموذجا لما تتمناه فنانات كثيرات، عن عمر ناهز الثمانين، رحلت وبدون عودة، وهي التي استطاعت أن تسرق قلوب المغاربة بنعومة رهيبة، وذهبت اليوم وسط غصة ودموع حسرة الجمهور.

خيمت سحابة الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات مؤلمة في رثائها، لمن عرفوها عن قرب أو عن بعد، ومن شاهدوها عبر التلفاز أو خشبات المسرح التي كانت تعج بالحاضرين.

فنانة لم يحالفها الحظ في إنجاب الأطفال، لكن لسان حالها ظل دائما يقول والسعادة تغمرها، “الله وهبني بجمهور يحبني ويقدر أعمالي، المغاربة كلهم أولادي“.

نقشت “الحناء” بالقصر الملكي، لعبت أدوارا مسرحية مهمة أمام الملك الراحل الحسن الثاني، وقفت على أشهر المسارح، واكبت أهم الأحداث التاريخية والوطنية، عاشت الفنانة الراقية حياة كريمة وعفيفة، ولم تبخل يوما في تقديم المساعدة لمن يريدها.

فقذت البصر في الأعوام الأخيرة ولم تفقد البصيرة، لازمتها البساطة والتلقائية والدفء طوال حياتها، عندما تسلل لها المرض وأنهك جسدها، بقيت متشبثة بحبال الآمل، وحين تنكر لها زملائها في الميدان سامحتهم وخلقت لهم أعذار، واليوم تغادر في غفلة عنهم دون وداع.

واكبت أجيال من المغاربة، عشقها الجميع، كانت تضع ابتسامة دائمة على وجهها، أبدعت في السينما والمسرح والتلفزيون بهمة لا تفتر، هي في الواقع كانت وستبقى “ظاهرة فنية“.

ترجلت فاطمة الركراكي، وتركت ميراثا غنيا من الإنجازات الفنية والإنسانية، كانت وستبقى عنوانا لافتا لرقي الفن المغربي، مسيرة الركراكي لن ترحل برحيلها، وهي التي منحت الفرجة والنبل والقيم الرفيعة.

vous pourriez aussi aimer