سلطانة

خطاب الملك محمد السادس.. الدكتور محمد بلفقيه يفكك رسائله ومضامينه

خطاب العرش لهذه السنة استهله جلالته بإعلانه على أن المغرب بفضل نعمة التلاحم والتجاوب بين العرش والشعب استطاع أن يبني الدولة الأمة، ومعلوم أن هذا المفهوم يحيل على عمق نظري وفكري يجد أصوله في الفلسفة والتاريخ والدستور، تلخص ما يعيشه المغرب من وحدة وتلاحم وتعايش رغم تنوعه الغني وتعدد روافده، وهذا بفضل الوظيفة الجامعة والموحدة التي ما فتئت المؤسسة الملكية تحرص عليها وتؤديها منذ قرون.

وإذا كان هذا الإنجاز الكبير تتفرع عنه كل الاستحقاقات الاستثنائية التي يحققها المغرب وأبناؤه وشبابه، والتي عددها جلالته بكل افتخار، ومنها إشارته إلى إنجازات المنتخب المغربي والابتكارات التي توصلت إليها النوابغ المغربية، وفي إطارها يندرج ركوب المغرب لغمار تحدي الترشح لتنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب الشريكين الإسباني والبرتغالي، فإن كل ذلك يرجع إلى القيم الثقافية التي يقدرها المغاربة، ومن أبرزها قيمة الجدية.

لقد بين جلالته، أن المنجزات التي حققها المغرب والمغاربة كان وراءها الالتزام بهذه القيمة، وبالنظر لمحوريتها فإن جلالته اعتبرها منهجا متكاملا، اعتمدت في تدبير كل الملفات المطروحة على بلادنا، ومنها قضية وحدتنا الترابية، حيث أن ما تحقق يعد حصيلة عمل جدي ودؤوب، وكذلك الأمر بالنسبة لتدبير مختلف الأوراش الإدارية والاجتماعية والاقتصادية، وهي كذلك المنهجية التي ينتظر جلالته منها أن تحقق طفرة نوعية لبلادنا وذلك بانخراطه في مجالات الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر وتدبير الموارد المائية.

إن ملف الجوار المغاربي حظي ضمن خطاب جلاله بمكانة هامة، حيث أجاب على التوتر الذي تحاول أن تزرعه بعض الأنظمة، بخطاب مطمئن موجه إلى الأشقاء الجزائريين قيادة وشعبا، مضمونه أن المغرب بلد وئام وسلام، وأن الشر لا يأتي أبدًا من المغرب.

الدكتور محمد بلفقيه
رئيس المركز المتوسطي للثقافة والتعايش

vous pourriez aussi aimer