عيد الأضحى.. حين ينخر سعر الأضحية عظم المواطن
يعتبر عيد الأضحى مناسبة دينية تحظى بقدسية كبيرة لدى أغلب المغاربة، والطبقة المتوسطة والفقيرة على تحمل نفقات العيد وسعر الأضحية التي تثقل كاهل العديد من العائلات بالقروض، خصوصا هذه السنة التي اتسمت بارتفاع صاروخي لأسعار الأضاحي.
وفي تصريح لمجلة سلطانة، قال “محمد” وهو رب أسرة ببني ملال، يشتغل كمياوم، إنه اضطر بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي خلال هذه السنة لاقتناء أضحية لا تكفي عائلته الكبيرة، وبثمن 1500 درهم التي كان يوفره منذ أشهر، مشيرا إلى أن هذا المبلغ كان يدخره من أجل الدخول المدرسي.
وتابع المتحدث ذاته أنه حاول قبل فترة بعيدة من حلول عيد الأضحى، البحث عن أضحية تناسب قدرته الشرائية حيث كان يذهب إلى مجموعة من الأسواق المتواجدة في ضواحي مدينة بني ملال، ليتفاجأ بالأسعار مرتفعة وتفوق استطاعته، ويقرر التراجع متأملا أن ينخفض السعر مع اقتراب العيد.
وبخصوص العزوف عن إحياء شعيرة العيد، قال “محمد” إنه فعلا فكر في ذلك، لكنه تراجع عن قراره بسبب أبنائه الصغار، وتابع موضحا: “إذا كنت أعيش لوحدي طبعا لن أقوم بإحياء هذه الشعيرة لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، لكن معي أبنائي ولا أريد أن أحرمهم من فرحة العيد”.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من العائلات التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، كانت قد قررت عدم إحياء شعيرة العيد نظرا لغلاء أضاحي العيد وارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار المواد الأساسية، خاصة وأن مناسبة العيد، والعطلة الصيفية والدخول المدرسي أصبحت بمثابة ثلاثي مرعب يربك الأسر المغربية في كل سنة.
وجدير بالذكر أن الحكومة كانت قد اتخذت مجموعة من الإجراءات لضمان مرور العيد في أفضل الظروف، حيث واصلت دعم الأعلاف وتهيئة المراعي وتعليق الضريبة على القيمة المضافة على بعض الأعلاف، بالإضافة إلى القيام بتقييم دقيق لتوقعات العرض والطلب من أضاحي العيد وذلك بتنسيق مع المهنييين، ناهيك عن فتح باب الاستيراد للمحافظة على القطيع الوطني وضمان استقرار الأسعار عبر إعفاء استيراد الأغنام من الرسوم الجمركية ومنح دعم استيراد الأغنام الموجهة للذبح في 500 درهم للرأس.