تضامنا مع زوجاتهم و نساء من عائلاتهم، قام مجموعة من الرجال، خلال الأسبوع الماضي، بارتداء “الإيشاربات”، في حملة حقوقية مثارة حالياً بإيران لمناهضة قانون الحجاب الإجباري، والتي تحمل اسم “حريتي المختلسة”.
وتم تداول مجموعة من الصور لهذه الحملة استجابة لدعوة الصحفية والناشطة الإيرانية ماسيح ألينجاد، التي تعيش في نيويورك، حيث حثت الرجال على دعم حملتها ضد الحجاب الإجباري، بحسب صحيفة ذي إندبندنت البريطانية.
وتوصلت ألينجاد منذ بداية الحملة في 22 يوليو ب30 صورة ، لرجال يرتدون الحجاب لتجسيد معاناة زوجاتهم وقريباتهم المجبرات على ارتداء الحجاب، بحسب وصفها.
يقول أحد الناشطون بالحملة “ارتديت الحجاب لعدة دقائق حتى أتفهم كيف تشعر زوجتي حينما تجبر على ارتدائه يومياً”.
وتابع “حينما دخلنا المتجر، وطلبنا من المصور التقاط صورة لنا، سألنا عن الغرض من الصورة، فأجبناه بأن الهدف هو تحدي قانون الحجاب الإلزامي بإيران، فقط أريد أن تكون زوجتي وحدها صاحبة قرار ما ترتديه، وليس ما تحدده القوانين بإيران”.
وأضاف “إنه أمر غاية في الصعوبة على المرأة في إيران أن تحتمل ارتداء هذه الملابس في الحر القائظ فقط لأننا نتجنب إثارة حفيظة المسؤولين بالبلاد”.
ومن المشاركات كذلك إحدى السيدات التي تعاني من السرطان من خلال نشر قصتها قائلة “خلال زيارتي للمشفى حيث أخضع للعلاج الكيميائي الصيف الماضي، ووسط معاناتي بضيق التنفس والغثيان والقيء المؤلم، كان لزاماً علي ارتداء الحجاب الإجباري، أي منطق هذا الذي يجبرني على ارتداء الإيشارب في جناح الأورام حيث جميع المرضى فقدوا شعرهم أثناء العلاج الكيميائي؟! هل يرون أن رأسي الصلعاء خطيئة؟!
وارتدى شاب النقاب وهو تذكاراً من ملابس والدته المتوفاة، يقول إنه ارتداه دعماً للحملة ليتذكر معاناة والدته في أيام الصيف الحارة مع الحجاب الذي أجبرت على ارتدائه دون اقتناع بعد الثورة الإيرانية.
الحملة عرفت مجموعة من التعليقات من قبل الجمهور المؤيد للحملة، فيما قام البعض الآخر برفض الفكرة حيث اعتبروا أنه من غير المقبول أن يرتدي الرجال الحجاب حتى ولو كان ذلك بهدف دعم النساء في قضيتهن، وإلا عليهم ارتداء الملابس النسائية واستخدام أدواتهن الصحية ووضع الماكياج، ووصف البعض الحملة بانتقاص للرجولة.
ويشار إلى أن قانون ارتداء الحجاب الإجباري في إيران تم فرضه عام 1979عقب الثورة الإيرانية، حيث باتت “شرطة الأخلاق” المسؤولة عن تطبيق هذا القانون على السيدات اللاتي لا يرتدين الحجاب أو يرتدين ما يطلق “الحجاب السيئ” بأن يظهرن خصلات من شعورهن، حيث يخضعن إلى عقوبات بين الغرامة أو السجن.