في تجربة فريدة من نوعها تقوم الشابة نوال علاوي بتحويل جلد الأسماك إلى مادة أولية تستعمل في صناعة الأحذية والحقائب، ومحافظ صغيرة، وأيضا أغطية للهواتف.
وتقوم نوال علاوي التي تقطن في سكن طالبات المدرسة الوطنية لصناعات النسيج والألبسة بمدينة الدار البيضاء بدباغة جلد السمك عن طريق وسائل بسيطة وتقليدية وبمواد محضرة من أعشاب طبيعية ومحلية مثل الحناء والزعتر، وذلك باتباع تقنية استغرقت ستة أشهر من البحث والتجربة لتتمكن من تحويل جلد خمسة أنواع من الأسماك كبيرة الحجم إلى منتجات قيمة(السلمون، سمك موسى، الراية، والميرلا، والحرتوكة).
واعتادت نوال التوجه نهاية كل أسبوع إلى شاطئ سيدي رحال لتحصل على جلود السمك التي كانت تشتريها من الصيادين والمطاعم قبل أن تحصل عليها في ما بعد من مصنع محلي للسمك بالمجان، لتتمكن بعد ذلك من متابعة الأعمال التحضيرية المعقدة لجلود السمك مع مجموعة من النساء في بيوتهن.
وتقوم تلك النسوة تحت إشراف نوال بنزع جلد السمك وتنظيفه ثم تجفيفه ودباغته وتليينه بالنقع عبر ثلاث مراحل تستغرق عشرين يوما في محلول خاص تعده الطالبة بغرفتها في سكن الطالبات، وذلك حسب موقع الجزيرة.
بعد هذه العملية تعمل الطالبة نوال في غرفتها على صبغ هذه الجلود التي تصبح مصقولة وبدون أي رائحة، لتعطيها في ما بعد أشكالا مختلفة تصنع منها إكسسوارات تخيطها بالقسم التطبيقي لمدرستها.
وشاركت الطالبة نوال في معرض القمة المناخية كوب 22 الذي أقيم بمدينة مراكش وجذبت منتجات جلد السمك المطروحة الأنظار إليها فيما كانت هي تجلس مرتدية حذاء من جلد السمك وتجيب عن أسئلة الزوار الذين احتشدوا حولها.
وتطمح الطالبة نوال إلى توسيع تسويق منتجاتها التي أصبح محط اهتمام علامات كبرى، كما تنوي تطوير مشروعها الصغير بعد التخرج نهاية هذا العام.