ككل سنة تتجدد دعوات التضامن مع سكان المناطق النائية بالمغرب، وتنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي العشرات من الحملات التبرعية من مواطنين بسطاء لصالح آخرين أكثر بساطة، في غياب تام للدولة.
وتجد عدد من المبادرات التضامنية المدنية صعوبة كبيرة في وصول المناطق النائية التي تحاصرها الثلوج كل سنة، أما انعدام المسالك الطرقية المعبدة إليها.
كما يعيب كثير من النشطاء على المسؤولين ما يصفونه تقصيرهم في حق هذه المناطق، مما يجعل الأخيرة تعاني العزلة والتهميش مع قدوم شتاء كل سنة، بينما يحمل حقوقيون كثيرون المسؤولية كاملة للدولة، باعتبارها لم تعط “مناطق المغرب العميق” ما تستحقه.
“عبد العزيز النويضي” الرئيس السابق لجمعية العدالة لحقوق الإنسان ومستشار سابق لعبد الرحمان اليوسفي، يقول لمجلة “سلطانة” الإلكترونية، معلقا على الوضع الذي يعيشه المغاربة في المناطق الجبلية “إن للدولة كامل المسؤولة في تدني عيش المغاربة، لأن بضع كيلومترات من الطريق المعبد ستنقد حياة العديد من الناس وستحسن حياتهم وتنقص ثمن السلع الضرورية لعيشهم”.
ويحمل “عبد العزيز النويضي” مسؤولية تدني معيشة المغاربة في المناطق المعزولة للدولة قائلا: “أحمل كامل المسؤولية للدولة في عدم انقاد حياة الناس، وهي المسؤول الأول والوحيد في مستوى تدني عيش جزء كبير منهم، فعوض صرف مبالغ طائلة في البهرجة والسهرات والأشياء الفارغة، لابد من التفكير في أخد قرارات كبرى تتعلق بمصير الملايين من المغاربة المعزولين وسط الجبال المملوءة بالثلوج”.
وأضاف المتصل ذاته، “عوض صرف ملايين الدراهم على توصيل المدن الكبرى “بالقطار الفائق السرعة” كان من المفترض توظيف تلك المبالغ الخيالية في فك عزلة المغاربة القابعين في المناطق المنسية”.
وفي السياق نفسه قالت الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي لمجلة “سلطانة” الإلكترونية، “الدولة هي المسؤول المباشر عن تدني عيش جزء كبير من المغاربة، فالتهميش لا يطال المغاربة في الجبال المنسية فقط، بل يشمل العديد من المنسيين بضواحي المدن الكبرى وبالأحياء الهامشية”.
وأكدت خديجة الرياضي، أن النساء أكثر تهميشا من الرجال قائلة: ” تعاني النساء من التهميش والحيف أكثر من الرجال، لأنهن يتحملن مسؤولية رعاية الأسرة، ولديهن متطلبات صحية أكثر من الرجال “.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة فيسبوكية لمطالبة المسؤولين بتعيين طبيبة مولدة بمنطقة املشيل المعروفة بقساوة البرد، تحت شعار “كلنا متضامنون مع حوامل املشيل.. ونطالب بتعيين طبيبة مولدة لوقف نزيف وفاتهن” ونالت الحملة انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.