شارك المئات مساء اليوم الأحد في مسيرة احتجاجية بالرباط تنديدا “بالحكرة” التي تعرض لها محسن فكري بائع السمك بالحسيمة والذي قتل سحقا داخل شاحنة لجمع النفايات، ما أثار موجة كبيرة من الحزن والغضب.
وانطلقت المسيرة من أمام الساحة المقابلة للبرلمان، لتتجه نحو باب الأحد، مرورا بمقر وزارة العدل، ورفعت العديد من الشعارات القوية المنددة بمقتل محسن فكري، “وباستمرار وزارة الداخلية في طقوس العنف والقمع اتجاه المواطنين،” حسب تعبير المحتجين.
[soltana_embed]https://www.facebook.com/soltanaofficiel/videos/1775274689414151/[/soltana_embed]
وطالب المحتجون بمحاسبة المتورطين في هذا القضية التي آلمت المغاربة، منددين بتورط عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين من طرف الملك محمد السادس، وتحميله مسؤولية ما جرى.
وقتل محسن فكري بائع السمك البالغ حوالى 30 عاما أول أمس الجمعة في الحسيمة عندما علق في مطحنة شاحنة لنقل النفايات بينما كان يحاول على ما يبدو اعتراض عناصر شرطة في المدينة سعوا إلى مصادرة وإتلاف بضاعته.
وأثارت الظروف الفظيعة لمقتله الذي صور بهاتف محمول ونشر على الأنترنت صدمة بين السكان. وتناقلت شبكات التواصل صورة لجثة فكري وهي عالقة داخل مطحنة الشاحنة، ووجهت دعوات مختلفة للتظاهر في مختلف أنحاء البلاد، لا سيما في العاصمة الرباط.
وسار الأحد آلاف المشيعين خلف جثمان فكري، الذي نقلته سيارة إسعاف صفراء اجتازت مدينة الحسيمة إلى قرية إمزورن المجاورة الواقعة على بعد 15 كلم. وانطلقت الجنازة الساعة 10 صباحا وتواصلت حتى الساعة 14 بعد الزوال بهدوء ومن دون حادث يذكر، بحسب شهود وتسجيلات فيديو تناقلتها شبكات التواصل.
وطلب الملك محمد السادس الموجود في زنجبار (تانزانيا) حيث يختتم جولة دبلوماسية واسعة في شرق إفريقيا، من وزير الداخلية محمد حصاد “تقديم تعازي ومواساة جلالته إلى عائلة المرحوم”، بحسب بيان للوزارة.
واعطى الملك تعليمات “لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته”، بحسب الداخلية التي سبق أن أعلنت فتح تحقيق مشترك مع النيابة العامة المحلية غداة المأساة.
وما زالت الظروف الدقيقة لمقتل محسن فكري ملتبسة. فقد أجبرته السلطات على التخلص من عدة صناديق من سمك ابو سيف الذي يمنع صيده في المغرب على ما أوضح الممثل المحلي للمنظمة المغربية لحقوق الانسان فيصل اوسار.
اوضح اوسار ان “البضاعة كانت مرتفعة القيمة (…) البائع رمى نفسه لانتشال الأسماك لكنه سحق في الالة” مشيرا الى ان “منطقة الريف بكاملها مصدومة وتشهد غليانا”.