لم تستطع نزيلات خيرية “دار البنات” تمالك انفسهن وهن يحكين عن حياة العبودية والخوف التي أصبحت يعشنها داخل مؤسسة نور للرعاية الاجتماعية، بعد ظهور إحدى النزيلات بـ “دار البنات” بالبيضاء، التي تتحدث فيها عن عزم المدير طردهن من المؤسسة.
سيروا للفساد
رغم الأموال والمساعدات الباهضة التي تتوصل بها المؤسسة، تكشف إحدى النزيلات، أن الفتيات يعشن ظروف إقامة مزرية، وعلى الرغم من ذلك، لم تستطع أن تكشف عنه إحدى النزيلات، طمعا في حصولهن على حياة هادئة لاستكمال دراستهن وخوفا من الانتقام والزج بهن في الشارع، رغم الظروف الصعبة.
وأضافت في حديثها لـ”سلطانة” ، لكن اليوم، أصبحنا مهددات بالطرد في اي لحظة، بعدم استدعاؤنا مؤخرا وإخبارنا بأن القانون لايسمح لنا بالبقاء داخل الخيرية، بعد بلوغنا 16 سنة”.
وزادت قائلة “عندما استفسرته عن مآلي خاصة وأني اتابع دراستي، أجابني “سيري للزنقة والفساد”، مطالبة بإيجاد حل لكل الفئات.
أنا معاقة وقالي سيري تخدمي كارديان
من جهتها، كشفت نزيلة أخرى في وضعية إعاقة، أنها عندما التجأت للمدير من أجل إيجاد حل لمشكلتها، خاصة أنها أصبحت مهددة بالشارع ووضعها الصحي لا يسمح لها بالعيش وسط الذئاب، أجابها بعد أيام أنه وجد لها عملا حارسة للسيارات، مؤكدة أنها لا ترفض قانون المؤسسة.
وقالت في تعليقها على ذلك، “حالتي الصحية لا حول ولا قوة لي، كيف لي أن أشتغل حارسة للسيارات وأنا لا استطيع حتى الوقوف على قدمي، وأصبح مصيري هو “تيط مليل”، مبرزة أن الفتيات اللواتي يتواجدن في حالة إعاقة يتم أخذهن كل صباح إلى دار للمسنين”.
عروض للزواج بمسنين
نزيلة أخرى، أبرزت أن الحل الوحيد الذي يتم وضعهن أمامه هو الزواج بمسنين، قالت “ليس لدي أهل وعشت في الخيرية، لكني اليوم أجد نفسي أمام الشارع، والحل الوحيد الذي يقدمه لنا المدير المسؤول هو الزواج بمسنين، قد يصل سنهم أحيانا إلى 70 سنة”.
في حين أكدت نزيلة أخرى، أن المدير اصطحب معه رجال إلى غرف البنات، واقتحم غرفهن وهن عاريات في انتهاك صارخ لحريتهم.
المدير يحتجز لجنة حقوقية
سعيد مرتاجي، منسق اللجنة أنه تمت مراسلة الإدارة بطلب لقاء، وفعلا تم استقباله من طرف مدير المؤسسة، وأطلعه على بعض المرافق، مدعيا أن لا قرار لديه بتشريد أي من نزيلات المؤسسة وأن اللجنة مرحبا بها في أي وقت.
وأضاف « لما حضرت اللجنة فتح لها الحارس بشكل عاد، وتم إبلاغ المدير بحضور اللجنة، إلا أنه أمر الحارس بطردهم، وبعدها تم احتجازنا وإقفال الأبواب ليحضر رجال الأمن وقائد المنطقة ليتم الاستماع إلى الجميع، وتحضر لجنة من العمال لتفرج في الأخير عنهم ».
من جهته، رفض مدير المؤسسة، الإدلاء باي تصريح يرد فيه على اتهامات النزيلات، بدعوى أن المشكل تم حله ولن يطرد أي نزيلة.