محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بابن بَـطُّوطَة، هو رحالة مغربي جاب كل العالم وجمع رحلاته في كتاب سماه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، لا زال حتى يومنا هذا يعد مرجعاً تاريخياً مهماً لتلك الحبقة التاريخية، كما لا يزال أيضاً محط جدل حول مكان دفنه الحقيقي بالمغرب.
ولكن لم يتم تحديد لحد الآن المدينة التي تحتضن رفاة ابن بطوطة، حيث يوجد بمدينة طنجة ضريح مفتوح أمام السياح على أنه قبره، يزوره كل سنة الآلاف للوقوف على تاريخ رجل جاب العالم واكتشف ثقافاته المتعددة قبل قرون، فيما يقول المؤرخ الشهير عبد الهادي التازي إنه مدفون في مدينة غرب المغرب تدعى تامسنا.
سكان مدينة طنجة لا يختلف اثنان فيها حول كون ضريح ابن بطوطة هو ذلك الذي يوجد في نهاية زقاق ضيق بالمدينة القديمة، والذي لا يعثر عليه السياح إلا بعد جهد جهيد، بالرغم من أن هنالك لافتة معلقة قرب الضريح باللغة العربية والفرنسية والإنكليزية.
موقع “هافينغتون بوست عربي” سألت عينةً متنوعةً من سكان المدينة إن كانوا يعتقدون أن ابن بطوطة مدفون فعلاً بالمدينة، وكان الجواب بالإيجاب دون أي تردد أو تفكير حتى، معظمهم قال إن قبر الرحالة موجود فعلاً بالمدينة، رغم أن بعضهم لا يعرف أين يوجد هذا القبر بالضبط، وكثير منهم لم يسبق له أن زاره أو تعرف عليه.
المؤرخ المملكة المغربية د. عبد الهادي التازي وفي حوار له مع قناة “الجزيرة” ، قال أن بعد التحقيق والدراسة، تبين أن الرحالة دفن بـ “أنفا” التي هي الدار البيضاء حالياً، ودليله في ذلك أن الرحالة ابن بطوطة اشتغل في آخر أيامه قاضياً بمنطقة تامسنا غرب المغرب.
وأضاف التازي أن عالمين، وهما ابن الخطيب وابن حجر، أكدا للسلطان المغربي الحسن الأول، حينما حاول التأكد من مكان وجود قبر الرحالة، فَرَاسَلَ في ذلك مجموعة من علماء طنجة آنذاك، وقد أكدوا له بأنه لم يدفن بالمدينة.
أما الأكاديمي المتخصص في التاريخ وابن مدينة طنجة، رشيد التفرسيتي، فله عدد من الإصدارات عن حقيقة الجدل حول موقع قبر الرحالة ابن بطوطة.
رشيد التفرسيني وابن مدينة طنجةً، وهو أكاديمي متخصص في التاريخ، له عدد من الإصدارات عن حقيقة الجدل حول موقع قبر الرحالة ابن بطوطة، صرح بإن قبر الرحالة ابن بطوطة هو الذي يوجد بالمدينة القديمة لطنجة، وأن تعليقات مؤرخ المملكة عبد الهادي التازي في الموضوع “مجرد آراء شخصية لمؤرخ يُحترم، لكن هي أراء تنقصها الدلائل العلمية”.
ورغم تعدد الروايات حول مكان دفن ابن بطوطة، فإن الموضوع ما زال مفتوحاً على البحث العلمي والتاريخي، فيما يتشبث أبناء طنجة بنوم الرحالة الأبدي فوق أرض مدينتهم، كأنهم يحاولون أن يحتفظوا بجزء من تاريخ رجل عظيم لهم ولأبنائهم من الأجيال القادمة.