وأخيرا، الحياة تبتسم لسارة، الشابة التي قست عليها الحياة كثيرا، عانت حياة التشرد لأزيد من أربع سنوات، حكت لنا عن اغتصابها، عن تشردها، عن والداتها التي طردتها، عن مرضها، وأيضا عن طفلتها “مريم” التي تذكرها بالكثير من الحنان والألم أيضا.
من خلال حديثنا مع سارة اتضح لنا أن كلامها موزون وذكية جدا من خلال ردها عن أسئلتنا، كانت دائما تقول إن الله يحبها، ويقف بجانبها دائما.. ويبدو أن الله استجاب لها، فليلة أمس الأحد وبعد مغادرتنا مدينة فقيه بنصالح ساعات قليلة، وافق المركب الاجتماعي المتعدد الاختصاصات في مدينة على استقبالها، خاصة وأن سارة ترفض مغادرة فقيه بنصالح بالرغم من بعض المحاولات من الجمعيات المدنية بنفس المدينة أن يرحلها إلى مراكز إيواء مثل أسفي أو الدار البيضاء، إلا أنها كانت دائما تريد العودة إلى مدينتها.
خصصت لسارة ليلة أمس، غرفة مستقلة خاصة بها، تتوفر على كل التجهيزات الضرورية، وقد تم تعيين الشابة سكينة التي تعتني بسارة منذ أيام كمرافقة لها.
من جهة أخرى، توصلت “سلطانة” بمعطيات أخرى تقربنا من قصة سارة عن كثب، فكما حكت نورة منعم، الفاعلة الجمعوية لـ”سلطانة” في مدينة فقيه بنصالح، أن سارة كانت مجتهدة ومتفوقة في دراستها، إلا أن أسرتها، قررت طردها من بيت الأسرة خلال سن المراهقة بدل العناية والرفق بها، فيما طلق أبوها والدتها.
وقالت نورة أنه تم لقاء مع عائلتها وإعادتها، إلا أنها لم تستطع سارة المكوث أكثر من 10 أيام، وعادت إلى الشارع بدعوى عدم تحملها للأماكن المغلقة.
[soltana_gal_embed id=”101598,101596,101597″]
وزادت المتحدثة ذاتها قائلة أن لجنة تكلفت بالسهر على راحتها ونظافتها، ومراقبة حملها لدى الجهات الطبية، ولجنة أخرى أسندت لها مهمة البحث والتواصل، لإيجاد مركز لاحتضانها، ولجنة تكلفت بالترافع من أجل خلق مركز لإيواء النساء والأطفال ضحايا العنف، ومن هم في وضعية صعبة”، على حد تعبيرها.
وأضافت الفاعلة الجمعوية أن تنسيقية ذاتها راسلت وزارة الأسرة والتضامن وطرقت مجموعة من الأبواب، ومن بينها عامل الإقليم، الذي استقبل اللجنة في جلسة حوارية، موضحة أن عامل الإقليم استجاب لمطلب إيواء سارة و جنينها، وأحاله على مندوبية التعاون الوطني في شخص المندوب الإقليمي، الذي تكلف بربط الاتصال بجمعية خيرية، وتم نقل سارة إلى مدينة أسفي التي احتضنتها، إلى ما بعد عملية الولادة، التي تمت بنجاح، لكنها دائما ترفض المكوث لأكثر من أيام.
لكن حسب القيمين على رعاية سارة الآن، يؤكدون أن سارة عانت من شر بعض المؤطرين بدور الرعاية التي سبق واستقبلتها قبل سنوات بمدن مختلفة، حيث كانت تجبر حسب اعترافاتها لهم على القيام بأعمال النظافة الشاقة ولا تستفيد من الخدمات الطبية من أجل معالجتها من مرض الصرع وتجاوز الأزمات النفسية، بالإضافة إلى أعمال أخرى كانت ترفضها.