في حوار له مع مجلة “سلطانة”، تحدث لنا المخرج المغربي عز العرب العلوي عن المهرجان الدولي للفيلم بالحسيمة الذي كان ضمن لجنة تحكيم مسابقته، مبرزا دوره في تسليط الضوء على المنطقة، وعبر هذا الحوار أبرز لنا رأيه بخصوص السينما المغربية التي ساهمت في المسابقة الدولية التي نظمها المهرجان والتي مثلها كل من “دلاص”، وفيلم “مسافة ميل بحذائي”، الذي حاز جائزة الإخراج.
ما الذي قدمه المهرجان لمدينة الحسيمة؟
الحسيمة كانت في حاجة لمهرجان من هذا الحجم، لأنه كان حدثا غير مقتصر على العروض السينمائية والأفلام فقط بل كان منفتحا للغاية، حيث نظمت في إطاره العديد من الزيارات إلى الكثير من الأمكنة كمنزل عبد الكريم الخطابي المهجور، ونظمت لقاءات مع عدة فعاليات من المدينة، كما زرنا دار الفتاة ومدارس ابتدائية كثيرة.
ومما ساهم في إنجاحه، كونه كان النشاط الوحيد في المدينة في تلك الفترة، لذلك حظي باهتمام الساكنة وأتى إضافة لما تعرفه المدينة من حراك على المستوى المسرحي وملأ الفراغ الذي تعرفه على المستوى السينمائي وهكذا تم خلق التوازن وإضافة الكثير للمدينة.
ما رأيك في مستوى الأفلام المغربية المشاركة في مسابقة المهرجان؟
السينما المغربية حاليا حققت نجاحا متطورا وتعتبر رائدة على مستوى شمال إفريقيا، ونجاح مسافة ميل بإحراز العديد من الجوائز وطنيا ودوليا ليس بداية بل هو تتمة لنجاحات السينما المغربية واستمرار لها، وخاصة سينما الشباب الذين يحاولون نهج مناهج جديدة في الإخراج، ولعل الدليل الأكبر على ذلك هو أن جميع المحافل الدولية تعرف مشاركة أفلاما مغربية، وهذه الأفلام لا تكتفي بالمشاركة فقط بل أصبحت تتوج دائما وهو ما أصبح عاديا بحيث لم نعد نتفاجئ بذلك.
بصفتك عضوا بلجنة التحكيم، ما هو تقييمك لـ “مسافة ميل” الذي حاز جائزة الإخراج؟
أجمل ما فيه أنه اختار تيمة واقعية تعيش نوعا من التهميش، وأطفال الشوارع يحتاجون أكثر من فيلم واحد بل مقاربات متعددة، وهذا الفيلم يعتبر بمثابة مقاربة نوعية للواقع وللموضوع وهي مسألة نحتاج أن نقولها بدون ماكياج وروتوشات، لأن الدولة عليها أن تهتم بهم لأنهم في تزايد، وهذا هو الخطير في الأمر.
الفيلم قارب تيمة تم التطرق لها في الفيلم الشهير “علي زوا” وهو بمثابة استمرار له ولمقاربته، و”مسافة ميل بحذائي” يعيد التذكير بهذا الموضوع ويسلط الضوء عليه مرة أخرى ويذكر بكونه مزال مستشريا بقوة.