طالبت منظمة العفو الدولية الحكومة المغربية بضمان تعديل جميع المواد التمييزية المتبقية في القانون الجنائي وضمان توافقها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان وقف التمييز والعنف ضد المرأة في الممارسة العملية وفقا للمادة 5 من اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتوفير الحماية لضحايا الاغتصاب.
وبعد مرور 41 عاما على بداية تخليد اليوم العالمي للمرأة، ترى أمنستي أن الاحتفاء بذكرى انتفاضة النساء لا يزال ضروريا، لأنهن “لا يزلن يعانين في شتى المجالات، سواء المتعلقة بالمساواة في الأجور بين الرجال والنساء والتي لا تزال تستحوذ على اهتمام الكثير من العقول اليوم، أو فيما يخص ضمان حقوق الإنسان الأساسية الخاصة بالنساء”، تؤكد المنظمة.
وتضيف آمنستي أنه على الرغم من أن نساء وفتيات من كل بلدان العالم استطعن تبوأ مناصب مهمة في كل المجالات بشكل لم يكن متخيلا من قبل، إلا أن هناك العديد من الأمور تستوجب النضال من أجل تحقيقها لهن، أجمعتها المنظمة الحقوقية في ستة أسباب تجعل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بات أكثر أهمية من قبل.
ومن أول هذه الأسباب، كون النساء والفتيات لا يتمكن من إجراء الإجهاض الذي يحتجن إليه بشدة، إذ أن “نحو 39% من سكان العالم يعيشون في بلدان يُحظر فيها إجراء الإجهاض بشكل كامل أو يُسمح به فقط إذا كانت حياة المرأة أو صحتها في خطر”، تؤكد آمنستي.
أما السبب الثاني حسب المنظمة، فهو كون الفتيات لا يزلن يجبرن على الزواج، مؤكدة في بلاغ لها حول الموضوع توصلت “سلطانة” بنسخة منه، أن “نحو امرأة واحدة من بين ثلاث نساء على قيد الحياة أجبرت على الزواج قبل بلوغ سن 15 عاماً، وفقا لدراسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة، التي أكدت أنه عندما تكره فتاة على الزواج، فإنها تتخلى في العادة عن مواصلة الدراسة وتقبل الحمل المبكر وفي الغالب الحمل المتتابع.
الاغتصاب داخل إطار الزواج الذي لا يعتبر جريمة قانونية، هو بالنسبة لآمنستي إشكال حقيقي ثالث، خاصة أن الكثير من البلدان لا تنص بصريح العبارة على كونها جريمة، على الرغم من أن الأمم المتحدة اعتبرتها جريمة يعاقب عليها القانون منذ عام 1993 وانتهاكا حقيقيا لحقوق الإنسان.
أما الأسباب المتبقية، فأجملتها آمنستي في حظر الإجهاض الذي يؤدي أحيانا إلى سجن نساء بعد فقدهن مولودهن في شهور الحمل الأولى، بالإضافة لمشكل التعقيم القسري الذي تتعرض له العديد من الفئات على رأسها النساء في الكثير من يقع العالم.
وكان آخر الأسباب التي سلطت آمنستي الضوء عليها، موضوع التحرش الجنسي في الأماكن العامة في مختلف البلدان بغض النظر عما حققته من تقدم، “فقد كشفت دراسة أنجزتها الأمم المتحدة أن 43% من النساء الشابات في لندن بالمملكة المتحدة، تعرضن للتحرش الجنسي في الشارع، أما في غينيا الجديدة فقد وصل الرقم إلى 90%”، يقول البلاغ.