أصبح ارتفاع سعر البصل مطلع الأسبوع الجاري حديث الساعة عند رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل اعتباره من المواد التي لا يمكن الاستغناء عنها في المطبخ المغربي، حيث وصل ثمن الكيلوغرام الواحد منه، أزيد من 10 دراهم.
وفي هذا السياق وجد رواد الفايسبوك من البصل مادة دسمة للسخرية، وبدأ بعضهم يقارن سعره بسعر الموز والتفاح الذي قل ما يصل إلى هذا الثمن، بينما عبر آخرون عن استيائهم من ثمنه الصاروخي، وذلك تزامنا مع الزيادة التي يعرفها سعر البيض الذي وصل ثمنه هو الآخر إلى درهمين.
ففي الوقت الذي كان المغاربة يعتبرون مادة البصل هي أفضل ما يضرب به المثل للدلالة على الثمن الرخيص أو على الأشياء البخسة والتافهة، إذ يقال في المثل الدارج “فلان ما يسوى تا بصلة”، بمعنى أنه فقد قيمته المادية والمعنوية.
محمد اسماعيلي علوي، أستاذ اللسانيات ببني ملال، علق عبر صفحته الخاصة بموقع الفايسبوك على هذا الموضوع قائلا: “الموز بـ7 دراهم.. والبصل بـ 13 درهما.. لذلك طلبت من زوجتي أن تعد المرق بالموز.. ونحتفظ بالبصل للفواكه”.
واعتبر اسماعيلي أننا “نعيش زمنا أصبحت القيمة فيه للمبصلين لا لأهل الحلاوة والرائحة الطيبة.. زمن انعكست فيه وقائع المجتمع حتى على الخضر والفواكه”.
وبعدما شاع القول في المثل المغربي الدارج “فلان ما يسوى تا بصلة”، سيصبح القول حسب اسماعيلي، “فلان لا يساوي موزا..”
https://www.youtube.com/watch?v=J1Tz0nDDv6w
ويفسر أحد المهنيين بسوق الجملة بإنزكان، أن سبب ارتفاع سعر هذه المادة الأساسية، يرجع إلى تصديرها إلى دول إفريقيا، كالنيجر ومالي والسنغال وبوركينافاصو، أما عن الأسباب الأخرى، فتتجلى في قلة التساقطات، مشيرا إلى أنه “تم رشها بالتساقطات ولما تأخرت في السنة الحالية تم رشها بالماء وهو سبب لها في أضرار”.
وفي طل ارتفاع سعر البصل، في بعض الأسواق المغربية، الذي وصل إلى ما بين 8 إلى 9 دراهم، وتباع في الأسواق العادية بأزيد من 10 دراهم، يقول بلخير المسكيني، تاجر لسوق الجملة بإنزكان، إن المواطنين لجأوا إلى نوع من البصل رخيص الثمن يعرف محليا بـ”الحريف”، مشيرا إلى أن ثمنه لا يتعدى أربعة دراهم، وهو ما يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين ذوي الدخل المحدود.