اعتبر الخبير الإعلامي عبد الوهاب الرامي، أن إحداث المرصد الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام، الذي تم تنصيب أعضائه في يونيو 2015 ، أمر جيد، على اعتبار أنه يمكنه أن يقوم بدور الرصد والتشخيص وتقديم المقترحات، فضلا عن كونه آلية ضمن آليات أخرى يمكنها على المدى الطويل تغيير العقليات الإعلامية حول المرأة، ومن أجل معالجة إيجابية تنظر إلى المرأة من خلال أدوارها الاجتماعية، ولا تختزلها في جنسها.
وأكد أن حضور المرأة الصحافية، كما ونوعا، في الساحة الإعلامية الوطنية له دور بالغ الأهمية ، مشيرا في بهذا الشأن، إلى أن هناك تفاوتا في حضور المرأة في وسائل الإعلام المغربية، عدديا ونوعيا، موضحا أنه ” قد نجد حضورا جيدا للمرأة الإعلامية على مستوى بعض وسائل الإعلام، أو النشرات الإخبارية مثلا، لكن هذا لا يمنع من وجود تصورات ذكورية للسياق المجتمعي الذي تتناوله هذه الوسائط”.
ويجب التمييز في هذا الصدد – يضيف الخبير الإعلامي- بين حق المرأة في أن تصل إلى مراكز القرار عامة، وضمنها القرار الإعلامي، وبين التصورات المرتبطة بها في ذهنية المجتمع، موضحا أن المرأة قد تصل إلى مراكز القرار، إلا أن هذا لا يعني، استتباعا، تحسن مكانتها الاعتبارية ” إذ لا تحمل كل النساء ولو في مراكز القرار تصورات متقدمة لما يجب أن يكون عليه وضع المرأة، دون أن ننسى أن كثيرا من النساء في مواقع القرار يشتغلن هن أنفسهن بعقلية إقصائية للمرأة”.
وبخصوص الدليل الموجه للصحافيين المهنيين الذي أعده، والذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل مقاربة إيجابية لتحسين صورة المرأة في الإعلام.
قال إن هذا الدليل يتكون من خمسة محاور، يعنى الأول منها بالمنطلقات والمبادئ المؤسسة للمقاربة الإعلامية الإيجابية للمرأة، ويهم الثاني الصور النمطية حول المرأة في الإعلام، طبيعتها وأصنافها.
أما الثالث، فيهم القواعد المهنية والأخلاقية التي تقوم عليها المعالجة الإيجابية للمرأة في الإعلام، والرابع مهام رئاسة التحرير للنهوض بصورة المرأة في وسائل الإعلام، مع تقديم مداخل تأطيرية عامة للنهوض بأوضاع المرأة في المحور الخامس.
وأبرز، الرامي أن هذا الدليل يروم وضع آلية عملية للتناول الإعلامي لقضايا المرأة والنوع الاجتماعي، تحيل إجرائيا على كيفية التصرف المهني الأخلاقي التي يجب أن يتبناها الصحفيون وهم يقومون بتغطية هذه القضايا، بعيدا عن المقاربة التنظيرية.
وخلص الخبير الإعلامي، إلى أنه لا يمكن للإعلام وحده النهوض بالمرأة إعلاميا وتجاوز الصور النمطية السلبية والتمييزية التي تحجم من دورها ومكانتها الحقيقية داخل المجتمع، إذ إن هناك شق مرتبط بالسياسات العامة الذي يجب أن ينضج في هذا الاتجاه، وهو ما يفتح للإعلام إمكانية تحصين المكتسبات الناتجة عن هذه السياسات.