بعد الحاح محمد على والدته بإنشاء حساب خاص به على موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك “استجابت مريم لطلب ابنها وأنشأت له الحساب، إلا أنها بعد فترة وجيزة تفاجأت بأن ابنها غير كلمة السر من دون علمها، ليتمكن من الابحار فيه الموقع كما يحلو له بعيدا عن عيون والدته.
وفي حديث للام مع “هافينغتون بوست عربي ” قالت ” أنها تعلمت من خلال التجربة التي مر بها ابنها درسا لن تنساه قط ، “فمحمد الذي كان نشيطا وحيويا ومرحا وعودنا أنا ووالده كل صباح على إلقاء التحية والسلام لم يعد ابني الذي أعرفه والذي ربيته، سلوكه صار يميل للعزلة أكثر، وتنامى لديه طابع العنف ونزعة الكراهية كلما طلبت منه أن يترك من يديه فأرة الحاسوب والالتفات قليلا لدروسه أو حتى عند دعوته للطعام معنا على ذات الطاولة”.
تقول مريم أنها عانت كثيرا بعدما اكتشفت أن ابنها أدمن على الفيسبوك حيث أصبح يعيش في عزلة ،ولاحظت أنه تراجع في دراسته ولم يعد يهتم بإنجاز الواجبات المدرسية ،لم يعد يهتم حتى بنفسه، الشئ الذي زاد من خوف الام على ابنها الشئ الذي دفعها لاستشارة أحد الاقارب له دراية بمجال التكنولوجيا الحديثة والثغرات، والذي نصحها بالسماح لابنها بفتح حسابه في هاتفها النقال مما سيسمح لها بمراقبته حتى تكون على علم بما بقوم به .
وأضافت الام أنها بعدما عملت بنصيحة قريبها صدمت من كم الصداقات الوهمية التي يحتوي عليها حساب ابنها وكم الرسائل التي يتوصل بها والتي تضم ، روابط وصورا تحرض على الكراهية بين الأديان أو صورا لنساء عاريات أو فيديوهات صادمة لجماعات إرهابية، مما دفع بمريم إلى حظر هذه الصفحات وإلغاء الكثير من الأصدقاء الوهميين لابنها.
ومن ذلك الوقت أصبحت مريم تتابع ابنها أكثر وتدخل على حسابه لكن هذه المرة بعلمه، وذلك بعد جلسة مطولة جمعتها به لتشرح له مخاطر استعمال الخاطئ للفيسبوك وتحذره من قبول طلبات صداقة لأشخاص وهميين أو الدخول معهم في حوارات، كما أنها فتحت لنفسها حسابا خاصا بها و أصبحت صديقة ابنها على الفيسبوك وذلك لتوطيد علاقتها أكثر بإبنها.