منيب: كتاب المرنيسي كان سلاحي لمواجهة من يرددون “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”

في أمسية تأبينية للعالمة المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، استضافت فيها جمعية “جمع المؤنث” زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، بمناسبة الإعلان عن إنشاء “مجلس الحب”، استحضرت هذه الأخيرة، روح المرنيسي في مطلع كلمتها، وتحدثت عن ما خلفته من تأثير إيجابي على نفسيتها وتفكيرها.

وعن هذا التأثير الكبير لكتب المرنيسي، التي خبرت في نظرها الحب وأعطته المكانة التي يستحقها من خلال البحث والتأليف، قالت منيب إنها وجدت في كتاب المفكرة الراحلة “الحريم السياسي”، السلاح الفعال الذي تمكنت عبره من مواجهة كل من يجابهونها بالقول “لن يفح قوم ولوا أمرهم امرأة”.

منيب لم تطل على الحاضرين كما اعتادوا عليها في الندوات ذات الطابع السياسي، أو كما تبدو لهم من خلال شاشات التلفزة حين استضافتها في البرامج الحوارية، فقد تحولت تلك المرأة السياسية الفولاذية وصلبة الموقف، إلى أخرى مفعمة بالأنوثة الصارخة وهي تناقش أمور الحب والغرام، وتدعوا الجميع للبحث عنه في كل ميادين الحياة.

منيب الحبيبة العاشقة

“يجب أن نبعد الكراهية عن قلوبنا كلما استطعنا إلى ذلك سبيلا، فالحياة تستحق أن تعاش بحب”،هي الفكرة التي دافعت عليها منيب وهي تتحدث عن معاني الحب كقيمة إنسانية أوصت المرنيسي بإفشائها بين الناس عبر “مجلس الحب” المؤسس يوم أمس تطبيقا لوصيتها، فنبيلة تعتبر أنه كقيمة إنسانية “يوجد في كل مكان وفي كل شيء، وعندما يغمر القلوب يعيش الإنسان سعيدا كيفما كان وضعه، إذ يعوضه الحب عن كل شيء”، تقول منيب.

وتحدثت الزعيمة السياسية الأولى لحزب مغربي، عن حياتها الزوجية، مؤكدة أنها لا تتذكر إلى اليوم وبعد سنين من الزواج، نامت وفي قلبها غصة ناتجة عن سلوك أو كلام جارح من زوجها، مؤكدة أنها وإياه يعيشان على الصراحة والنقاش الدائمين، متفادين بذلك وخلاله جرح بعضهما البعض، ويحرصان على أن يكون التقدير والاحترام أساس علاقة دامت لعشرات السنين.

منيب التي تزوجت في سن صغيرة، أكدت أن السبب في هذه الحياة الهنيئة رفقة شريك العمر كون عائلتها لم تبعثها لبيت الزوجية “بشانطة ديال الصبر” على حد تعبيرها، ولكنهم كانوا حريصين على مدها  بنصائح مهمة للحفاظ على الأسرة والسعادة دائما.

وفي هذا الإطار استحضرت منيب وصية أمها التي توفيت قبل أن تتزوج منيب من رفيق دربها، حيث قالت “أوصتني أمي قبل وفاتها وقالت: الكلام لي ما تمحيه كومة مايتقال بين المرأة والراجل”، كما اعتبرت أن اهتمام المرأة بحياتها الخاصة ومحاولة إيجاد مجالات وأعمال للانشغال فيها أمور أساسية لتنجح في جلب السعادة لمنزلها، لأنها ترى أن بقاءها منحصرة في أعمال التنظيف وغيرها من الأشغال المنزلية سيجعل منها امرأة كئيبة.

عشق المهنة أقوى من الأحلام

وتحدثت الزعيمة اليسارية عن الحب الذي جمعها بمهنة التعليم أيضا، وهي المهنة التي لم تخترها عن طواعية، بل قدرت عليها بعدما منعها والدها من امتهان الطب الذي طالما حلمت به، وهنا تقول منيب إنها “مستمرة في التعليم إلى اليوم، لأنني أصبحت منذ زمن طويل شغوفة به، وأجتهد طول هذه المدة من أجل طلابي وأريد أن أمنحهم ما أتمنى أن يتلقاه أبنائي”، تقول منيب.

وعلى الرغم من كونها  لم تخترها بل أجبرت عليها، تؤكد نبيلة أنها “تعلمت كيف أعشقها، خاصة عندما بدأت أتلقى ردود الأفعال الجميلة من الطلبة، فهم يمنحونني كل ما أحتاجه لأحب نفسي أكثر، واجتهاداتنا من أجلهم تمنحنا سعادة أكبر”، حسب المتحدثة، التي ترى في رجال ونساء التعليم ببلدنا، أشخاص يحبون هذا الوطن ويحاولون المضي به قدما رغم كل ما يتعرضون له من تهميش وأحيانا تحقير من مسولي بلدهم.

السياسة بصيغة المؤنث

“في السياسة أمارس قناعات ولا أؤدي عرضا”، هكذا لخصت منيب تواجدها في الساحة السياسة المغربية كأنثى تعاني كغيرها من نظرة ذكورية سائدة، خاصة في صفوف ممارسيها من الرجال، الذين يعتبرون أن وجود المرأة في هذا الميدان كعدمه، لأن الفكرة الاحتكارية قد تجذرت في عقولهم.

وفي رد لها على سؤال لمجلة سلطانة، قالت منيب إن “دراسات دولية كثيرة أكدت أن المرأة عندما تمارس السياسة، تمارسها بشكل مغاير، وتكون أقل فسادا من الرجل وأقل تعرضا للرشوة”، مؤكدة أنه “مادامت النساء في تزايد مستمر عددا في مجال السياسة فالأمور ستكون بخير، على أساس أن نظل مستمرات في تحديات القضاء على المعيقات الباقية أمامنا من مشاكل اقتسام الحقوق كما المسؤوليات مع الرجل”، تقول منيب، مذكرة أن نجاح المرأة في ذلك، رهين بأن تخفف على نفسها من متاعب المنزل وأعبائه وتركز على العطاء فيما تراه في مصلحتها ومصلحة البلد.

 

Comments (0)
Add Comment