كشف بحث وطني أنجز حول انعكاسات جائحة كوفيد-19 على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر المغربية، أن النساء والرجال يختلفون في الوقت الذي يخصصونه يوميا لرعاية المسنين والأشخاص المحتاجين لرعاية خاصة.
وأفاد البحث الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، أن انخراط النساء في رعاية هذه الفئات أكثر من الرجال، والعزاب أكثر من المتزوجين، حيث أن 10 في المائة من النساء و6 في المائة من الرجال، يخصصون 4 دقائق كمتوسط يومي لرعاية الأشخاص المسنين أو الذين يحتاجون لرعاية خاصة.
وأضاف البحث أن كل امرأة تخصص 6 دقائق من يومها، في مقابل دقيقتين لدى الرجل، في حين أن النساء العازبات يخصصن 9 دقائق كمتوسط يومي لرعاية هذه الفئات، وفي المقابل يخصص الرجال العزاب 3 دقائق، أما بخصوص النساء المطلقات فيخصصن 9 دقائق لرعاية هذه الفئات، فيما يخصص الرجال المطلقون 6 دقائق يوميا.
وتابع هذا البحث الذي يخص انعكاسات جائحة كوفيد-19 على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر المغربية، أن متوسط الوقت الذي يتم تخصيصه لرعاية هذه الفئات لم يتغير مقارنة مع الفترة ما قبل الجائحة، بالنسبة لــ85 في المائة من الأشخاص الذين يمارسون هذه المهام.
وجاء في الإحصائيات التي وردت في نفس البحث، أن الوقت المخصص لرعاية هذه الفئات، ارتفع بالنسبة لــ5.3 في المائة منهم، وانخفض بالنسبة لــ4.7 في المائة، في حين أن نسبة 5 في المائة لم يسبق لهم القيام بهذه المهام قبل الجائحة.
وبحسب إسقاطات السكان والأسر للمندوبية السامية للتخطيط سنة 2015، سيشهد المغرب تزايدا كبيرا في عدد الأشخاص الذين يبلغون 60 سنة فما فوق، خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2014 و2050، وذلك بوتيرة تقدر بـ3,3 بالمائة كل سنة في المتوسط، بحيث أن هذه الساكنة ستتضاعف بأكثر من ثلاث مرات وستنتقل من 3,2 مليون إلى 10,1 مليون، لتمثل نسبة 23,3 بالمائة من مجموع السكان.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، تعمل على إنجاز البرنامج الوطني المندمج للنهوض بأوضاع الأشخاص المسنين 2021-2030، الذي يهدف إلى تأهيل مؤسسات الرعاية الاجتماعية، من خلال توفير خدمات الاستقبال، والإيواء، ثم الإطعام، والتطبيب، وكذلك التنشيط، والدعم النفسي والصحي والاجتماعي للمسنين الذين لا يملكون مأوى أو فقدوا مسكنهم.
ويروم هذا البرنامج تحسين بنيات مؤسسات الرعاية الاجتماعية للمسنين التي توجد في وضعية هشة، وتجويد خدماتها، بالإضافة إلى تطوير خدمات التكفل عن بعد، وكذلك تثمين خبرات المسنين وإدراج “الترفيه”، ووضع برامج من شأنها تحسين الحياة الصحية للمسنين، وكذا برامج هادفة تسعى إلى تحسين جودة تعليم كبار السن، من قبيل البرنامج الوطني لمحاربة الأمية.