يستمر معرض عمّان الدولي للكتاب 2022 في دورته 21، الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، وأمانة عمان الكبرى، في برنامجه الثقافي الغني حتى العاشر من شتنبر الجاري، تحت الرعاية السامية للملك عبد الله الثاني.
المعرض الذي افتتحته وزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار، بمشاركة نحو 400 دار نشر محلية وعربية ودولية من 22 دولة، استضاف الكويت كدولة شرف، تكريسا لـ”العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، وخاصة في الجانب الثقافي”، كما أعرب وزير الثقافة والإعلام الكويتي، عبد الرحمن المطيري.
وتتميز هذه النسخة من المعرض، ببرنامج ثقافي منوع يتضمن ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية وقصصية، ونشاطات ترفيهية، وقراءات قصصية للأطفال واليافعين، إضافة إلى برنامج ثقافي خاص بضيف شرف المعرض مع عدد من الأدباء والروائيين والباحثين الكويتيين، كما تم تخصيص قاعة لأدب الأطفال لأول مرة في المعرض من أجل تنمية حب القراءة والمطالعة لدى الأطفال.
كما احتفى المعرض هذا العام، بالأديب والكاتب وليد سيف، الذي تم اختياره كشخصية المعرض الثقافية، لما قدمه من أعمال أدبية ودرامية متميزة، وتتويجا لمسيرته الأدبية والإبداعية.
وتنوعت الأنشطة الثقافية في المعرض منذ اليوم الأول، حيث جرت يومي 1 و2 شتنبر الجاري، ثلاث فعاليات متميزة موجهة للأطفال واليافعين، تنظمها شركة التقدم العلمي للنشر التابعة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، بهدف تشجيع هذه الشريحة العمرية على القراءة إضافة إلى نشر الثقافة العلمية السليمة، ويأتي تنظيم هذه الفعاليات على هامش الاحتفال بدولة الكويت كضيف شرف.
كما أقيمت ندوة حوارية ثقافية بعنوان” المشهد الثقافي العربي”، بمشاركة وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، وزيرة الثقافة، هيفاء النجار، أدارها الإعلامي مأمون مساد.
وأكد أبو سيف خلال الندوة على ضرورة دفع الثقافة العربية لتكون جزءا من الوعي العالمي، في ظل تراجع حضارة العرب وحضورهم في العالم، من خلال التركيز على تقديم النتاج الثقافي العربي كمشروع عربي حقيقي يقدم الكتاب بوصفه إنجازا بشريا، وتقديم الثقافة العربية بوصفها أيضا مفاعيل الثقافة العالمية، ونموذجا يحتذى به لتعزيز حالة التكامل.
من جهتها، تحدثت النجار عن صناعة الثقافة العربية، وكيفية تحديد المشروع الثقافي العربي، ودور المفكر في صنع القرار إعلاميا، وسياسيا واقتصاديا، مضيفة أن المشهدية الثقافية كانت تشاركية وتكاملية بين الشاعر والسياسي، والرسام، وأهل الثقافة ككل.
ذلك، وعُقدت ندوة بعنوان “مجلة العربي ودورها في صياغة المشهد الثقافي العربي”، قدم فيها رئيس تحرير المجلة، إبراهيم المليفي، قراءة في تاريخ مجلة العربي ودورها الثقافي في الحفاظ على اللغة العربية والحفاظ على نفسها مشروعا ثقافيا عربيا تجاوز القطرية.
وللشعر حصته في معرض عمان من خلال الأمسيات الشعرية، ومنها أمسية بمشاركة عدد من الشعراء الأردنيين والعرب، أقيمت بالتعاون مع إربد عاصمة الثقافة العربية لعام 2022، أدارها سالم الدهام، وشارك فيها كل من الشاعر الإماراتي محمد البريكي، وجمال الدلة ملحم، وسعد الدين شاهين، وانتصار الرجوب من الأردن.
ومن ضمن الفعاليات أيضاً، أقيمت ندوة بعنوان “أدباء راحلون” عن الشعراء نايف ابو عبيد، وإبراهيم الخطيب، وإدوارد حداد، بالتعاون مع إربد عاصمة الثقافة العربية لعام 2022. وشارك في الندوة الاستاذ في جامعة آل البيت، حربي المصري، ورئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، الشاعر أحمد طناش، والشاعر والصحفي عمر أبو الهيجاء، أدارها الشاعر حسن البوريني.
إلى ذلك، نظمت اللجنة الملكية لشؤون القدس ضمن البرنامج الثقافي، فعالية ثقافية بعنوان” القدس في الضمير”، بحضور أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبد الله كنعان.
وأكد وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف ابو سيف، أن التاريخ الفلسطيني يجب أن يكتب بما يتوافق مع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وحكايته مع هذه البلاد، وبدون التسليم برواية أو سردية الغير، وذلك خلال ندوة بعنوان “حماية الرواية الفلسطينية- تجربة وزارة الثقافة الفلسطينية انموذجا”.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن الشعب الفلسطيني لم تتوقف جهوده في المحافظة على روايته التاريخية، وأن الصراع الحقيقي على الأرض مع الاحتلال هو صراع على الرواية أو السردية.
واحتفاءً بشخصية المعرض الثقافية لهذا العام، التي عادت للأديب وليد سيف، أقيمت ندوة خاصة ناقشت أعماله الشعرية والدرامية، بمشاركة نقاد وأدباء، استهلتها وزيرة الثقافة هيفاء النجار بكلمة رحبت خلالها بوليد سيف في معرض عمان الدولي للكتاب، الذي وصفته بالمعرض الأول في المئوية الثانية، مشيرة إلى تكريمه بوسام الاستقلال من الدرجة الأول، فهو مثقف شمولي، وفيلسوف وكاتب دراما، ونموذج إنساني يتميز بالكفاءة والنوعية والامتياز، والنزاهة.
ومن أنشطة المعرض، ندوة حول “الدراما الكويتية” بمشاركة فيصل القحطاني، والفنان محمد المنصور من الكويت، أدارها الروائي الأردني أحمد الطراونة، وندوة “الموضوعات الغائبة في أدب الطفل”، نظمها الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال.
كما استضاف اتحاد الناشرين الأردنيين- لجنة أدب الطفل في رابطة الكتاب الأردنيين الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال / الشارقة، ممثلةً بالأمين العام للملتقى عائشة حمد مغاور، ومحمود حسونة.
ونظم مجمع اللغة العربية الأردني، ندوة حوارية حول “المعجم التاريخي للغة العربية”، الذي يعد أول معجم تاريخي للغة العربية، بمشاركة الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، امحمد المستغانمي، والمدير العلمي للمعجم، مأمون وجيه، كما أقيمت ندوة تحت عنوان “اثر اسماعيل فهد اسماعيل في الرواية العربية”، تجربة الأديب الكويتي الراحل في الكتابة الروائية والقصصية.
وقال مراسل قناة الجزيرة في فلسطين، وليد العمري، خلال ندوة “الإعلام في مواجهة الرصاصة” إن استشهاد مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة خدم الإنسانية كما خدمتها هي في حياتها، مضيفا أنها جسدت باستشهادها حجم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال.
أما الوزير الأسبق سميح المعايطة، فأشار إلى أن شكل المواجهة في القضية الفلسطينية قد انتقل من نزاع إلى شكل صراع، وأن الإعلام عليه “أن يقوم بدور مختلف في ظل ظهور محاولات اسرائيلية لتقديم أنفسهم بشكل مختلف عن السائد”.
وعرضت ندوة بعنوان “القدس في عيون الكويت”، لارتباط الكويت بفلسطين من خلال تجربة الروائي الراحل اسماعيل فهد اسماعيل، ودور قطاع البريد في الكويت في دعم القضية الفلسطينية، تناول فيها الناقد والكاتب الكويتي، فهد الهندال، ورقة بعنوان “حضور القضية الفلسطينية في الرواية الكويتية، إسماعيل فهد نموذجا روائيا”، بين خلالها أن لفلسطين صوتها الحاضر في الأدب، عبر الشعر والسرد، والقصة التي كانت أكثر حضورا من الرواية، “لكون القصة هي الأسبق وجودا وكثافة في الفن السردي الكويتي منذ خمسينيات القرن العشرين، لكون فلسطين تشكّل مبدأ والتزاما لدى الكثير من كتّاب القصة في الكويت، فانتشرت عشرات القصص عنها في مجاميع قصصية عديدة لهم”.
محمد برجي (لبنان)