لم يتمكن جان لوك ميلنشون مرشح فرنسا الأبية، الذي يمثل تيار أقصى اليسار من بلوغ الدور الثاني، وذلك بعدما حصل على الرتبة الثالثة بنسبة 22.2 في المائة من الأصوات، بفارق بسيط عن منافسته مارين لوبان التي حصلت على نسبة 23 في المائة، فيما حصل ماكرون على 27.6 في المائة.
العديد من الخبراء والمراقبين قالوا إنه من المرجح أن يقلب جان لوك الطاولة على منافسيه ويحدث المفاجئة، إلا أن النتائج لم تنصفه.
سياسي مفوه، يملك قدرة كبيرة على الخطابة، يعرف كيف يحرك العواطف، أسلوب جان لوك يطغى عليه «الإنسانية والواقعية» لعله اكتسب ذلك من مدينة البوغاز التي ولد فيها سنة 1951 وترعرع فيها، سنة 1962، وبعد طلاق والديه، ترك ميلنشون المغرب، بعد دراسته بثانوية رينو سانت أولير بطنجة، لينتقل إلى فرنسا.
سنة 1972 حصل على شهادة الإجازة في تخصص الفلسفة، وأصبح مدرسا بالسلك الثانوي والتقني. وبالموازاة مع دراسته، اشتغل مصححا داخل إحدى المطبعات؛ وهو ما سيعبد الطريق أمامه للاشتغال داخل بلاط “صاحبة الجلالة”، صحافيا بمجلة “لاديبيش دي جورا” وساهم في إنشاء عدد من التجارب الإعلامية لاحقا.
السياسي اليساري قال مباشرة بعد الخسارة وابتسامة شارقة على وجهه، إنه صفحة جديدة من النضال تبدأ اليوم، وسنكتبها بكل فخر واعتزاز، متوجها بالشكر لكل من صوت له ودعم برنامجه.
جان لوك ميلنشون يجر وراءه مسارا سياسيا حافلا، دخل للسياسة من باب الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا، وتدرج في العديد من المواقع، ابتداء من عضوية الحزب الاشتراكي سنة 1976. تدرج ميلينشون في مراتب المسؤولية إلى أن وصل سنة 2000 إلى منصب وزير منتدب مكلفا بقطاع التكوين المهني، غادر الحزب الاشتراكي مكرها سنة 2008، لتأسيس حزب أكثر راديكالية، أطلق عليه “حزب اليسار” الذي ستتمخض عنه سنة 2016 حركة “فرنسا الأبية”.
المرشح يدافع بكل قوة عن المهاجرين بفرنسا، أمام حشود من مناصريه قاربت 70.000 شخص، تحت شمس مدينة مرسيليا الحارقة، أثنى المرشح الرئاسي الفرنسي جان لوك ميلنشون على شجاعة المهاجرين الذين ماتوا غرقا في البحر المتوسط قبل بلوغ الشواطئ الأوروبية، بعدها طلب الوقوف دقيقة صمت حدادا على هؤلاء الضحايا.