بالصور اللمسات الأخيرة قبل تدشين المسرح الكبير بالرباط

أسابيع قليلة تفصلنا عن الافتتاح الرسمي للمسرح الكبير محمد السادس. هذا المبنى الجديد في الرباط “مدينة الأنوار، عاصمة المملكة المغربية” هو المعلمة الأساسية في برنامج التنمية الحضرية الضخم بالعاصمة (2014-2018).

وتم الانتهاء من الأشغال الأساسية لهذا المشروع، الذي أشرفت عليه المهندسة الأمريكية-العراقية الراحلة زها حديد، التي صممته بالإضافة إلى إنجاز الجزء التقني الداخلي من هذا المركب المسرحي الذي تطلب استثمارا بحوالي ملياري درهم.

وحسب تقرير رسمي صادر عن وزارة الاقتصاد والمالية، كان قد كشف أن إعطاء الانطلاقة لمشروع المسرح الكبير للرباط والبدء في استغلاله رهين بتوقيع اتفاقيات مع الدولة خصوصا فيما يتعلق بكيفية تلبية احتياجات تمويل عجز الاستغلال للمسرح.

وأوضح التقرير المرفق بمشروع قانون المالية لسنة 2022، أن المسرح الكبير للرباط يشكل واحدا من أهم المشاريع بضفتي أبي رقراق، وقد بلغت أشغال إنجازه مراحل متقدمة مع استكمال الأشغال الكبرى التقدم في إنجاز باقي الأشغال.

وتبلغ مساحة المسرح الكبير في الرباط 47 ألف متر مربع، تشكل منها 27 ألف متر مساحة المنشآت، بينما خصص 20 ألف متر للمساحات الخضراء. وتصل سعة القاعة الرئيسة للعروض 2000 مقعد، بينما يشمل هذا المعلم فضاء مسرحيا خارجيا يمكنه استيعاب 7000 متفرج. ويتضمن المسرح الكبير أيضا مرفقا للتمارين المسرحية وقاعة إضافية تتسع لأكثر من 500 متفرج.

فضلا عن فضاءات الترفيه الموازية من مقاه ومطاعم. وتم تجهيز فضاءات العرض بأحدث التقنيات السمعية والبصرية التي تتلاءم مع المعايير الدولية للقاعات العالمية الاحترافية، خصوصا ما يتعلق بالصوت وخطوط الرؤية. وتقدر الميزانية الإجمالية للمشروع بـ 1677 مليون درهم مغربي، ما يعادل 189 مليون دولار أميركي.

ويأتي هذا المنجز الثقافي ضمن مشروع كبير يحمل شعار “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية”، وهو المشروع الذي كان الملك قد أعطى إشارة انطلاقته في أواسط عام 2014. ويبدو أن المدينة تحاول الخروج عن صورتها النمطية باعتبارها مركزاً إدارياً، ذلك أن القائمين على هذا المشروع يراهنون على الصورة الثقافية والفنية للمدينة، فهم يريدون لزائر الرباط ألا يكون قادماً بالضرورة من أجل مهمة إدارية باعتبارها عاصمة البلاد ومركز القرارات، بل يريدون أن تكون المدينة وجهة ثقافية أيضاً وقبلة لأهل الإبداع والفن. بالتالي ثمة إرادة واضحة لدى الجهات التي تقف وراء المشروع في رد الاعتبار إلى مسألة “السياحة الثقافية” في بلد يعرف تقدماً واضحاً على مستوى الحضور الثقافي والفني في العالم.

وتكفي الإشارة إلى ما وصلت إليه بعض الحقول الفنية والثقافية في المغرب من مراتب متقدمة على مستوى التصنيف وعلى مستوى التداول، ويمكن التدليل على ذلك بالتحولات الإيجابية التي يشهدها قطاع السينما والفنون التشكيلية والموسيقى والمعمار.

Comments (0)
Add Comment