ينغمس معظم الآباء في بذل أقصى جهودهم للتأكد من نجاح وسعادة أبنائهم، مما يؤدي إلى الإسراف في حمايتهم من أي حزن أو إحباط أو خيبة أمل، وهذا نهج غير مفيد دائما بالنسبة لمستقبل الطفل.
وأكد الخبراء على ضرورة منح الأطفال مساحة مريحة للإخفاق، ثم تمكينهم من المحاولة مرة أخرى، من أجل الاعتماد على أنفسهم وتحمل المزيد من المسؤوليات، فرغم أن فكرة السماح للأطفال بالفشل أو السقوط تبدو مخيفة وقد تثير مشاعر الذنب أو الخجل للوالدين، إلا أنها ستمنح الأبناء الخبرات والمهارات التي يحتاجونها قبل دمجهم في المجتمع تفاديا للمشاكل النفسية في مرحلة المراهقة.
وفي السياق ذاته، بذل الجهد يساعد الطفل على تذوق أفضل لحظات الحياة ومنحه إشباعا بالتغلب على العقبات، وذلك بتعزيز مرونته وقدرته على التكيف مع التحدي والنجاح في مواجهته، من خلال ما يمر به من تجارب وما يبنيه من علاقات.
وإلى جانب كل هذا، فإن الطفل يستفيد من وجود تعدد العلاقات الداعمة من حوله، فهي تساعده على إدارة التوتر وتطوير مهارة التركيز وضبط النفس، بحيث كلما زادت قدرة الطفل على ثقته بنفسه تمكن من التخلص من وسائل الدعم تدريجيا حتى يصبح قادرا على مواجهة الحياة بمفرده.