أثرت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في حياة الناس، إيجاباً وسلباً، وأصبح سباق صناعة المحتوى محتدم، ففي الوقت الذي يجتهد البعض في تقديم محتوى هادف ومميز، من خلال خلق أفكار تميزهم عن الآخرين، هناك فريق آخر يضع هاجس الربح في المقام الأول، ولو كان ذلك بطرق غير أخلاقية وعلى حساب فلذات أكبادهم.
وأحدث فيديو ليوتوبرز مغربيان رجة كبيرة وحراكا غير مسبوق على منصات التواصل الاجتماعي. بعدما أقدما على تصوير مراسم دفن ابنتهما حديثة الولادة.
الفيديو “الصدمة” الذي نشره الزوجان على قناتهما في يوتيوب، والتي يتابعها أزيد من 166 ألف شخص، قسم الرأي العام المغربي، بين مطالب بضرورة وقف ما سموه بالعبث من خلال منظومة قانونية تضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه زعزعة قيم وأعراف المغربة، فيما ذهب الرأي الأخر إلى اعتبار أن المشاهد المغربي هو من يفسح المجال لتزايد هذا النوع من المحتوى.
ويوثق الفيديو تناوب الزوجان على تصوير بعضهما البعض داخل المصحة والسيارة والمقبرة ثم لاحقا في منزلهما، وهما يتحدثان عن خطوات تشييع جثمان المولودة.
إلا أنه ما أثار غضب المغاربة تبقى هي لحظة استعراض الأب للمشاهدين جثة الرضيعة الملفوفة في كفن وهو داخل سيارة في طريقه إلى المقبرة.
الباحث في علم الاجتماع، سعيد جعفر، قال في تصريح سابق لمجلة سلطانة، إن الشرعية الممنوحة للمؤثرين لا يجب أن تكون وغير مستحقة، في ظل غياب الكفاءة والمحتوى الهادف والبناء.
وأضاف الباحث أن ما يروج في مواقع التواصل الاجتماعي لا يمثل الحقيقة بالمرة، وأن حقيقة المؤثرين بعيدة كل البعد عن ما ينشر في الانستغرام واليوتيوب.
وأبرز الباحث أن هذا النوع من المشاركة، يؤثر بشكل كبير على نفسية وحياة المغاربة، خصوصا الفئات الهشة، وقد يدفعهم لسلك طرق غير أخلاقية بهدف الحصول على المال.
وشدد جعفر أن هذا الأمر يؤثر على حياة المتابعين، ويدفعهم إلى اتباع طريق غير سليم بهدف تحقيق الربح وتسلق سلم الرفاهية، بغض النظر عن المحتوى المقدم، وهذا ما يفسر الانتشار الكبير للمحتوى التافه والفارغ.
وانتقد الباحث هذا النوع من الممارسات، كون المضمون الذي يقدمه بعض المؤثرين غير هادف، ويساهم في خلق طموحات ليست مشروعة وغير منطقية، لدى فئات عريضة من الشباب، مبرزا أن هذا النوع من المحتوى يؤثر في بنية المجتمع المغربي.