تهور إسبانيا..لعنة الظلم وثبات المواقف المغربية

لا يمكن للمتتبع للأزمة الراهنة بين المغرب وإسبانيا والتي تسببت فيها هذه الاخيرة بسياساتها العدائية السرية والعلنية في آن واحد، إلا أن يستغرب للتخبط الذي تمر به العقلية التي لا زالت تتوهم بأن المغرب لا زال في قوقعة القرن 19 ميلادي

فمنذ اعتراف الإدارة الامريكية في عهد إدارة الرئيس السابق” ترامب” بوحدة الأراضي المغربية، في ظل السيادة المغربية على أرض يشهد التاريخ والجغرافيا على أنها أرض مغربية أبا عن جد، وفق تقاليد راسخة متجدرة اسمها البيعة، والتي لا زالت تربط سكان الجنوب المغربي بملوك المغرب، ربط وترابط على مر وعبر أزمنة تشهد عليها المصادر في كتب التاريخ.

موقف المغرب السياسي البارز، عنوانه احترام الجيران رغم كل ما يحاك ضده من قبل بلدان الجوار، إلا أنه لم يتعامل بالمثل، وذلك ترفعا عن زمن بائد، وتقديرا لجسامة ديمومة الجغرافيا السياسية، لذا لم يتحرك في اتجاة تدعيم إقليم الباسك في الاستقلال عن إسبانيا كرة القدم، ولا تدعيم تقرير المصير في منطقة القبائل بالجارة التي تريد تفتيت وحدة شعب، شعب وقف معها ضد الاحتلال في كل الأزمنة.

وعلى اسبانيا التي تستند في تهورها الدائم على تاريخ استعماري جاثم وبغيض، واحتمائها بتجمعات اقتصادية كالإتحاد الأوربي، أو عسكرية كالحلف الأطلنتي، أن تعلم علم اليقين أن المغرب هو من يحميها، فلولاه لزحف التطرف إليها، والذي لا زال يطمح بأفكاره العرجاء في استرجاع الأندلس المفقود.

فالمملكة المغربية دوما وأبدا كانت بجانب الحق، بل تسعى لطي تاريخ مليء بالصراع، بعيد عن العقد التي لا زالت إسبانيا على ما تبدو متوجسة منها، عقد عنوانها الانتصار الذي سجله التاريخ، انتصارات الدولة المرابطية في الأندلس في معركة الزلاقة في عهد السلطان يوسف بن تاشفين، أو المواجهة مع الدولة الموحدية في معركة الآراك، أو هزيمة الإسبان في معركة الريف، وهكذا.

كما أن سياساتها المكشوفة والقائمة على لي ذراع جار يحميها من كل شيء، بدءا من الهجرة ومرورا بتجارة المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للقارات، وانتهاء وليس انتهاء بالإرهاب، الذي لا دين ولا ملة له.

اسبانيا تنهج سياسة متسلطة سياسة تسعى جاهدة لطمس الحقائق، سياسة رافصة لحقيقة تاريخية ثابتة لا غبار عليها، سياسة عنوانها البارز والواضع، أن المملكة المغربية بقيادة ملكها محمد السادس ماضية في استكمال الوحدة الترابية من خلال تنمية اقاليمها الجنوبية،والبحث عن مخرجات لتصفية الاستعمار واسترجاع مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وغيرها.

الأستاذ منير الحردول

Comments (0)
Add Comment