افتتحت مساء أمس الخميس، بالمركب الثقافي محمد الزفزاف بمقاطعة المعاريف البيضاء، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان العود لمدينة الدار البيضاء، التي تنظمها جمعية الفن الرابع، بحضور الموسيقار المغربي حسن القدميري ورئيس مقاطعة المعاريف عبد الصمد حيكر بالإضافة إلى شخصيات فنية وإعلامية.
وقد تقدم بالمناسبة، رئيس مقاطعة المعاريف عبد الصمد حيكر، بكلمته في هذا الحفل الذي نشط فقراته الإعلامي عتيق بنشيكر، تلتها كلمة رئيس جمعية الفن الرابع الدكتور محسن بوفتال، الذي رحب في كلمته بالحضور التواق إلى سماع آلة العود، مع تقديمه لآيات الشكر والعرفان لكل المساندين الذين ساهموا من قريب أو بعيد في إنجاح هذا المهرجان الذي يعد مفخرة لمدينة الدار البيضاء.
واستمتع الحاضرون بالحفل، الذي تخللته باقة من تقاسيم الموسيقى الأندلسية والأمازيغة، ومعزوفات من التراث المغربي والعربي، من تقديم فرقة العيدان المغربية للفن الرابع، فضلا عن عدد من العازفين على آلة العود .
وتكلل حفل الافتتاح بتكريم الباحث الموسيقي عبد الله رمضون رئيس جمعية زرياب للثقافة والفن والتنمية، مع عرض روبورتاجات تتناول طرق صناعة العود بالمغرب.
وفاجأ عازف وصانع العود حميد الهري الحاضرين والقائمين على المهرجان، بتسليم آلة لعود الرمل لكل من رئيس جمعية الفن الرابع محسن بوفتال ورئيس مقاطعة المعاريف عبد الصمد حيدر، هدية واعترافا بمجهوداتهم لإحياء هذا المهرجان، فيما أمتع الحاضرين بمعزوفة من أنامله على إيقاع أغنية “شمس العشية” الأندلسية.
واختتم حفل افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان العود، بباقة من إبداع عازف العود المغربي خالد الجديدي، الذي اختار مقطوعات من أغاني الموسيقار الكبير حسن القدميري، نالت إعجاب وتفاعل الحاضرين.
وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية الفن الرابع، محسن بوفتال، في تصريح لمجلة “سلطانة”، إن هذه الدورة من مهرجان العود الدولي تشكل “فرصة أخرى لالتقاء نجوم ملك الآلات الموسيقية من جميع أنحاء العالم، مشددا على حرص الجمعية على تنظيمها برغم الظروف الصحية التي يجتازها العالم”.
وأضاف بوفتال في تصريحه، أن آلة العود تشكل مثالا للارتباط الثقافي الإنساني بين الشرق والغرب وبين مختلف الثقافات العربية الإسلامية والأندلسية والعالمية، وكذا مثالا على الإبداع الفني العربي، مؤكدا أن المهرجان هو فضاء للتبادل الثقافي والتنوع والتسامح والعيش المشترك من خلال الموسيقى.
وعن تنظيم الدورة في ظل أزمة كورونا، قال بوفتال غنه نظرا للجائحة تنظم هذه النسخة في شقين، حضوري وافتراضي، وذلك من أجل إتاحة فرصة المشاركة في هذه التظاهرة بالنسبة للفنانين غير المغاربة.
وأعرب بوفتال عن سعادته من إقبال الجمهور على المهرجان رغم الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد، معتبرا أن هذا الحضور يبرز مدى تعطشه لمثل هذه التظاهرات الفنية بعد ركود طويل، بسبب الجائحة التي قيدت مجموعة من عشاق هذا الفن.
ومن جانبه، أكد رئيس مقاطعة المعاريف عبد الصمد حيكر، أنه تقرر تنظيم فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان مع الالتزام بجميع التدابير الاحترازية التي أوصت بها الحكومة المغربية، مع احترام العدد المطلوب الذي تتحدد في نسبة 30% في الأماكن المتوفرة بقاعة العرض.
وعن سبب عدم تأجيل الدورة، أوضح حيكر أن “قرار عدم التأجيل يعكس الإيمان الراسخ كونه موعد ثقافي ينبغي أن ينعقد في موعده وأن يستمر سواء بموعد حضوري أو بطرق افتراضية”.
وللإشارة فقد عرفت القاعة حضورا جماهيريا مكثفا، أبان عن حب الجمهور لآلة العود وعن شغفه للنغم الذي تحدثه هاته الآلةفي قلوب عشاق الموسيقى وآلة العود.