مع اقتراب شهر رمضان، الذي يتزامن مع حملة التلقيح الوطنية، التي انطلقت بالمغرب منذ أزيد من شهرين، لمكافحة جائحة فيروس كورونا، تعددت التساؤلات حول كيفية التعامل مع مسألة التلقيح وقت الصيام وتأثيرها على الجسم في هذا الوضع الخاص، وللجواب على هذه التساؤلات، أجرت مجلة سلطانة هذا الحوار، مع الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية.
بداية، هل تلقي اللقاح يفطر الصائم؟
وجب الدراية أن جميع الحقن سواء أعطيت تحت الجلد أو على مستوى العضلة، فهي لا تفطر، ما عدا تلك التي تكون بهدف التغذية، وجميع حقن اللقاحات بما في ذلك اللقاح المضاد لفيروس كورونا، غير مفطرة، كما أجمع على ذلك أطباء ورجال الدين، في عدة مؤتمرات علمية وطبية.
هل يمكن أن يؤثر اللقاح على جسم الملقح خصوصا وهو صائم؟
لا يؤثر اللقاح بصفة نهائية على جسم الملقح، والدليل أن المغرب تمكن من تلقيح ما يزيد عن ثمانية مليون شخص بين الجرعة الأولى والثانية، في ظروف جيدة، كما لا يتطلب أخذ اللقاح تتبع نظام غذائي خاص أو تهييئ الجسم بطريقة معينة.
هل يتوجب أخذ أدوية محددة بعد تلقي اللقاح؟
أولا، جل الملقحين المغاربة لم يسجلوا أعراضا جانبية خطيرة، وفيما لم يشعر البعض بأية أعراض، سجل البعض الآخر أعراضا خفيفة لم تستدع أخذ الأدوية، وفي حالة شعر الملقح ببعض الأعراض كالحمى والألم، بإمكانه أخذ جرعة من الباراسيتامول أو أي دواء ضد الحمى، وذلك بعد وقت الإفطار، وسيكون من النادر أن يشعر الملقح بهذه الأعراض وقت الصيام، وفي هذه الحالة جاز له أخذ الدواء إذا لم يتحمل الألم، ويمكنه قضاء يومه في وقت لاحق.
هل يستهلك الصائم كميات زائدة من الطعام قبل أخذ اللقاح؟
تلقي اللقاح لا يستدعي في أية حالة أخذ كميات زائدة عن المعتاد من الطعام، كما لا يتطلب تتبع نظام غذائي معين، كما سلف وذكرت، بل يكفي أن يتوجه المواطن لأخذ جرعته من اللقاح، ويكمل نشاطاتهم اليومية بشكل عادي، لأنه طبيا وجب عليه أن يلقح ضد الفيروس لحماية نفسه ومحيطه، وشرعا فإنه حتى لو شعر بالحمى وأفطر لأخذ الدواء، فلا ضير عليه، لأن الضرورات تبيح المحظورات، والحفاظ على الأبدان قبل الأديان.