في عز الازمة.. السينما المغربية تصل العالمية

تعد السينما واحدة من أكثر القطاعات تأثيرا في العالم، تؤثر في الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية أيضا، تستعمل الدول السينما في صراعاتها وعلاقاتها وإبراز قوتها الناعمة، فالأفلام الكوميدية تجعلنا نضحك، وتساعدنا أفلام الإثارة النفسية على رؤية العالم من منظور مختلف، وتلعب الأفلام التاريخية دورا في فهم جذورنا ومن أين أتينا، كل فيلم يعكس جزء من المجتمع ويؤثر فيه.

تحمل السينما المغربية فوق اكتافها تاريخ متذبذب، نجاحات في أوقات، واخفاقات في محطات أخرى، فحدث في الدورة الخامسة من مهرجان كان السينمائي الدولي الذي عقد في عام 1952، أن فاز بالجائزة الكبرى الفيلم المغربي “السعفة الذهبية”، التتويج دون أن المغرب أول دولة عربية وأفريقية يحصل على الجائزة في مهرجان كان الدولي.

الكثير يرى في الأفلام مجرد أعمال مسلية يقتل بها وقته، إلا أنها في حقيقة الأمر تعمل على تثقيفه وتجعله يفكر، يتعاطف، يغضب، وتدفعه لفعل الخير أو زرع الشر والكراهية.

من خلال استعراض سريع على أبرز المحطات التي حققتها السينما المغربية، في عز جائحة فيروس كورونا المستجد، نجد أن المشاركة المغربية حاضرة رغم كل الصعوبات.

في عز الجائحة، سجلت السينما المغربية مشاركاتها بمنصة السينما العالمية في مهرجاني الغولدن غلوب، التي ستقام في نهاية الشهر الجاري والأوسكار التي ستعلن نتائجها في الخامس والعشرين من أبريل القادم.

وينافس الفيلم المغربي “أوليفر بلاك” مع ستة أعمال عربية ضمن فئة الأفلام الأجنبية للنسخة الجديدة لجائزة “غولدن غلوب”، من إخراج توفيق بابا وبطولة مودو مبو، وحسن ريشوي، وإلهام أوجري، ومحمد الكاشير.

ويعد هذا الفيلم أول تجربة سينمائية طويلة في مشواره، بعد حصده سابقا لجائزة أفضل فيلم أجنبي في المهرجان الدولي البرازيلي، وجائزة أفضل ممثل رئيسي لبطله حسن ريشوي وجائزة أفضل ممثل مساعد للممثل السينغالي مودو نباو من الدورة 21 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

وتدور أحداث الفيلم حول قصة “فندرودي” وهو شاب إفريقي في مقتبل العمر يحلم بالوصول إلى المغرب واحتراف فن السيرك، لكنه يتوه في صحراء لامتناهية وقاحلة.

أما في جوائز الأوسكار فالمغرب وسع من حضوره وشارك بفلمين، الأول هو فيلم “معجزة القديس المجهول” للمخرج علاء الدين الجم، الذي يشارك في فئة أفضل فيلم أجنبي.

ويحكي الفيلم عن قصة أمين، اللص الذي يختبئ في الجبال محاولا الفرار من ملاحقة الشرطة بعدما سرق قدرا مهما من المال قام بدفنه في مكان آمن في منطقة صحراوية، وأقام عليه بنيانا على شكل قبر قبل أن يقع في يد الشرطة، لكن الحكاية تأخذ بعدا آخر عندما يكتشف بعد خروجه من السجن أن “القبر” تحول إلى ضريح يزوره العديد من المرضى طلبا للشفاء.

والثاني هو فيلم “لا يهم إن نفقت البهائم”، بعدما اختارت الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها، المانحة لجوائز الأوسكار، الفيلم السينمائي المغربي القصير الناطق بالأمازيغية، للمخرجة المغربية صوفيا العلوي، للمنافسة على جوائز الأوسكار لأفضل فيلم قصير لسنة 2021.

ويذكر أن فيلم “لا يهم إن نفقت البهائم” لمخرجته صوفيا العلوي، حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان ساندانس 2020.

Comments (0)
Add Comment