خبراء: مساهمة الأطفال في اتخاذ القرارات الأسرية يساهم في بناء شخصيتهم

تمر العديد من الأسر من فترات يجب عليها أن تتخذ قرارات مصيرية، ما يستوجب مشاركة جميع أفراد الأسرة، لكن في النهاية يستقر القرار النهائي بعد تشاور الزوجين، وغالبا ما يتم تغييب آراء الأطفال في الكثير من الأسر، باعتبارهم غير قادرين على الدخول في نقاشات الكبار وإبداء آرائهم والمساهمة في اتخاذ القرار المناسب والحاسم في مسار العائلة.

وخلصت دراسات أجريت مؤخرا، إلى أن إهمال الحوار الأسري يعتبر أحد أسباب بطء نمو الأطفال وعدم قدرتهم على التواصل مع محيطهم الخارجي، بالمستوى نفسه الذي يتفاعل به الأطفال الذين عاشوا في أسر تعتمد الحوار وتبادل الرأي وإشراكهم في اتخاذ القرارات.

وفي هذا الصدد، قال أخصائيو التربية والعلاقات الأسرية إن الكثير من الأسر تثري حياة أطفالها بالترفيه والتعليم الجيد، وتغيب عنها في غالب الأحيان ترك مساحة لهم للتعبير عن آرائهم ومن ثم مساعدتهم في اتخاذ بعض القرارات التي تخصهم أو تخص العائلة.

وأشار الباحثون إلى أن الطفل الذي لا يسمح له باتخاذ قرارات صغيرة في المراحل الأولى من حياته، يشعر بأنه لا يستطيع اتخاذ قرارات مهمة في حياته، كما أن الطفل الذي لا يقدم على فعل أي شيء إلا بأمر الوالدين، يسهل على الآخرين السيطرة عليه، وربما يشعر فيما بعد بالإستياء أو الغضب من القرارات التي تؤخذ بدلا عنه ولا يشارك في بنائها.

وكشفت التجارب أن الطفل الذي يتم إشراكه في مناقشة القضايا الأسرية، ويؤخذ بوجهة نظره في بعض الأحيان عند اتخاذ القرار، يكوّن على ثقة عالية بنفسه انطلاقا من محيطه الأول، وغالبا يكون ذا شخصية قيادية قادرة على تحمل المسؤولية ومبادرا يسعى إلى مساعدة كل من حوله في محيطه الأسري والإجتماعي.

وأكد الباحثون أنه من الجيد منح الطفل مساحة وحق لإبداء الرأي والمساهمة في الحوارات الأسرية، في حدود تكوينه العقلي وخبراته البسيطة مما يصب في بناء وتكوبن شخصيته.

Comments (0)
Add Comment