“قوسو عليا”..لعنة العين وهم أم حقيقة؟

كثيرا ما نبرر الأحداث السيئة والفواجع أو الفشل وأحيانا موت عزيز بالعين السيئة أو كما يقال بالعامية “حسدوني وقوسو عليا”.

وللوقوف عند هذا الموضوع، طرحت مجلة “سلطانة” أسئلة من قبيل: ما حقيفقة تأثير العين السيئة؟ وإلى أي حد يمكن لها أن تسبب ضررا للآخر؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

وهي الأسئلة التي يجيب عنها الدكتور العربي الرحالي باحث في العلوم الشرعية.

أولا دكتور شكرا على قبولك دعوتنا، بدءا ما المقصود بالعين؟

العين يقصد بها النظر إلى الشيء مع تمني زواله. وهي قرينة الحسد الذي يترافق دائما مع الحقد والبغض والكراهية الشديدة للآخرين، خاصة ممن ينعم الله عليهم بالصحة أو الجمال أو العيشة الهنية أو السعادة الأسرية أو التفوق الدراسي أو التميز الوظيفي أو الرقي الإجتماعي وغيرها.

والعين حق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال “العين حق ولو كان شيء سابق القدر لكانت العين”.

فالعين بهذا المعنى فوق طاقة البشر لكنها لا تخرج عن القضاء والقدر. أي أنها تحت أمر الله وقدرته.

لكن كيف تؤثر على بعض الناس ؟

إن أمر العين كبقية الأسباب الأخرى التي تصيب الإنسان بمرض أو موت وغيره، الفرق بينها وبين الأسباب المادية الأخرى هو أننا نستطيع أن نرى أو نربط بعقولنا الأسباب مع مسبباتها، في حين أننا لا نرى بأعيننا ولا ندرك بعقولنا العلاقة بين تأثير العين ومسبباتها أي نتائجها.

وعليه فإن أمر العين مسألة غيبية، فقد أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم وجب الإيمان بها والإعتقاد بتأثيرها.

ما العمل لتجنب أضرارها؟

العمل هو أن يتوكل الإنسان المؤمن على الله ولا ينشغل بالأمور التي هي خارجة عن طاقته وقدرته.

ولقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتوكل على الله ونأخذ بالأسباب، وأن لا تكون العين سببا للخوف أو المنع من الحركة أو العمل، ثم إن الأشياء التي تصيبها العين لا دخل للإنسان فيها كأن يكون سليما في بدنه أو جميلا في خلقته أو موفقا في عمله مثلا.

 ولقد علمنا النبي صلى عليه وسلم أن نتقي هذه الأمور الغيبية بالتعوذ بالله منها لأنه هو علام الغيوب، فيحرص الإنسان على الوضوء والإكثار من قراءة القرآن  ومن الدعاء.

إن خفت أن تكون عيني ضارة لأحدهم كيف أتجنب ذلك؟

ما يتعلق بالعائن الذي يعتقد أن لعينه تأثيرا في الآخرين، فإنه إن نظر إلى شيء يثير إعجابه، عليه أن يسأل الله أن يبارك ذلك الشيء ويزيده من فضله، كأن يقول “تبارك الله.. أو اللهم بارك”.

Comments (0)
Add Comment