“طابو” الصحة الجنسية يمرغ المجتمع في وحل المتناقضات

ما زالت الصحة الجنسية والإنجابية في المغرب، من المواضيع غير المطروحة للنقاش بشكل يواكب التطورات المجتمعية والتكنولوجية.

ولا زال الحديث في ما هو جنسي من الناحية المعرفية والمعطيات العلمية، مقتصرا على بعض الأخصائيين والأكاديميين والإعلاميين، فيما يصفه الشخص العادي “بعيب وحشومة”.

وتعاني مختلف الشرائح بالمجتمع من مشاكل جنسية وإنجابية، خاصة فئة الشباب والشباب المراهقين، لهذا توجب طرح الموضوع للنقاش لخلق فئات واعية في الصحة الجنسية والإنجابية، من أجل تجاوز عدد من الإشكالات الاجتماعية، كارتفاع نسبة العزوف عن الزواج وارتفاع أرقام الطلاق، التي بلغت حسب المعطيات حوالي 80 بالمائة، كان سببها الرئيسي غياب وعي الزوجين في الصحة الجنسية.

كما تعرف مشاهدة المواقع الإباحية ارتفاعا كبيرا، بلغ وفق المعطيات المتوفرة حوالي 8 مليون مغربي متصفح في اليوم، وتصدر المغاربة قائمة البلدان المغاربية والعربية والإسلامية الأكثر تصفحا للمواقع البورنوغرافية حتى في شهر رمضان.

أرقام كبيرة ومخيفة، تفرض طرح كل موضوع متعلق بالصحة الجنسية للنقاش والتحليل، لإنقاذ المجتمع من وحل التناقض الذي يتمرغ فيه عدد من أفراده.

وقال باحث متخصص في الصحة الجنسية والإنجابية تحفظ عن كشف هويته، أن الإشكال مرتبط بالتوعية والتحسيس لهذه الفئات، نظرا لغياب منافذ تعطي المعلومة الصحيحة والصحية.

وشدد المتحدث في حديثه مع مجلة “سلطانة”، على الجانب المتعلق  بعلاقة الوالدين بأطفالهم وطرق تربيتهم، كما ألحّ على ضرورة إشراك كل المعنيين في العملية التربوية، بما فيهم الفاعل الديني والسياسي وحتى الإعلامي، مؤكظا على ضرورة تكوين إعلاميين في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، لتمكينهم من إيصال المعلومة الصحيحة إلى المتابع بشكل بسيط.

 وأشار المتحدث ذاته، إلى أن ما يتم تلقينه للطفل في المدرسة حول التربية الجنسية، يجب أن يجده متاحا للنقاش في محيطه الأسري، دون أن يصطدم بعبارة “عيب متسولش على هادي” أو يتم تعنيفه ببب ذلك في أحيان أخرى.

وأضاف المصدر نفسه، أن ظاهرة الإغتصاب تشكل خطورة على المجتمع، لكن مناقشتها دون التطرق للأسباب الحقيقية، مثل إحصائيات واقعية للظاهرة، وأسباب إقدام المغتصب على ارتكاب هذه الأفعال وغيرها، لا يقتضي الإكتفاء بالتشخيص بل يفرض معه البحث عن حلول يشارك فيها كل الفاعلين بالمجتمع.

ومن أجل إيجاد الحلول الممكنة لثقافة الصحة الجنسية والإنجابية، يقول المصدر نفسه، أنه يجب وضع سياسات عمومية تسهل الولوج إلى المعلومة، وتوفير الخدمات للأمهات والأباء والشباب، مشددا على أن لا تكون مرتبطة بالكشف عند مختص بصفة منتظمة.

وأشار المختص إلى أن تحسيس الفاعلين وصناع القرار بتفاقم هذه المشاكل في المجتمع، كارتفاع عدد الأمهات العازبات والإغتصاب والإجهاض، سيساهم في مناقشتها داخل المؤسسات التنفيذية أو التشريعية لإدراج حلول لها ضمن السياسات العمومية.

وخلص المصدر في حديثه، إلى أنه يتعدد المتدخلون في التوعية بالصحة الجنسية والإنجابية، منهم الأكاديميون والسوسيولوجيون والسياسيون والمدنيون وغيرهم، لذلك يجب أن يكون هناك تنسيق أفقي على المستوى المحلي إن صعب التنسيق بينهم على المستوى الوطني.

Comments (0)
Add Comment