رمضان الحجر..النجم المحبوب رشيد الوالي في حوار هاتفي مع مجلة سلطانة
كيف تقضي فترة الحجر الصحي؟
كجيمع المغاربة أقضي هذه الفترة التي تمر بها بلادنا في البيت لأنه أحسن وقاية من الوباء، حتى لا يعرض الإنسان نفسه والآخرين للخطر، من جهة أخرى أقضيه وأنا سعيد جدا أولا لأنه راحة ذهنية وفكرية، فالأمر يجعلك تعيش بدون عجلة، وتفكر في الأمور التي مضت والتي ستأتي، من الناحية العائلية، أنا محاط بأسرتي وولداي الذين افتقدتهما بحكم الدراسة، وبسبب هذه الظروف أصبحنا نجتمع على مائدة الطعام، ونشاهد بعض الأفلام، ونتحدث عن المستقبل.
بالنسبة لجمهوري أنا على تواصل مستمر معه على حسابي في إنستغرام، كما أنني أقدم على اليوتيوب بعض الوصلات التوعوية وأستثمر ذلك لمناقشة عدد من الأمور ذات الصلة بالتوجيهات والإرشادات المتعلقة بهذا الوباء وتداعياته، وهذا دورنا نحن في مثل هذه الظروف، فالفنان إن كان ذا مصداقية فدوره يكون أكثر فاعلية من دور السياسي، لهذا فأنا أحاول نشر جو إيجابي كما أسعى إلى إيصاله إلى جمهوري خاصة في ظل الأخبار والأرقام التي تصلهم تباعا والتي تصيبهم بالهلع، وأعتبرها أنا مناسبة لزرع الطمأنينة فيما بينهم.
كيف كانت استعداداتك لهذا الشهر الكريم في ظل ظروف استثنائية كهاته؟
الإستعداد لشهر مضان يكون روحيا أولا، أي بالعبادة والتقرب الى الله، أما الجانب المتعلق بالأطباق والمأكولات فعلى الإنسان أن يستفيد فيها مما هو صحي “إلى مكانش كيتسناه يأذن ويبدأ يغلق”.
أنا مريض بالسكري لذا يعجبني شهر رمضان لأنه يناسب صحتي إلى درجة أنني أقلل من أخذ العقاقير، احترم الصيام الصحي وأغلب المشاكل تأتي عن طريق البطن.
رمضان أيضا كنت أقضيه مع العائلة، لكن للأسف هذه السنة أقضيه في بيتي مع أولادي، وها أنا انتظر انقضاء الأسبوع الأول منه لأكتشف الفرق، وإن كنت جازما أن رمضان هذا العام له طعم خاص.
حدثنا عن أعمالك هذه السنة؟
اشتغلت في بعض الأعمال كانت ستعرض في هذا الشهر الكريم لكن الوباء الذي انتشر فجأة حال دون إكمالها، منها الجزء الثاني من مسلسل “الماضي لا يموت” الذي تنتجه القناة الأولى، كما كنت بصدد تصوير “باب البحر” مع سامية أقريو والمخرج شفيق العوفير، صورنا نصف المشاهد تقريبا وتوقفنا بفعل تداعيات الجائجة، إذ كان من المنتظر إنهاء آخر حلقاته بداية الأسبوع الماضي، هذا ما وقع ولعله خير مؤجل إلى حين ولله الحمد، في مقابل ذلك هناك أعمال أخرى ستعرض في المسلسل الرمضاني لهذا العام لزملاء آخرين، أما أنا فلن يتابعني الجمهور لا على الشاشة الصغيرة ولا السينما.
ماهي الدروس التي استخلصتها من فترة الحجر الصحي؟
أعتقد أن أجمل الأشياء التي وقعت لجيلنا وللأجيال الأخيرة، أنه كتب لنا أن نعيش ظروفا مثل هذه، الأمر سيجعلنا نفكر في الكثير من الأشياء منها نمط عيشنا وتصرفاتنا.
العالم الذي سنتركه لأولادنا سيء جدا، هو عالم بدون مبادئ ولا قيم ولا احترام ولا أمن ولا أمان، عالم مبني على الماديات فقط.
لابد إذن لكل شعوب العالم أن تعيد الإعتبار إلى الإنسان، فالإمتحان الذي اجتازته أظهر أن الإقتصادات ليست كل شيء، وعليها أن تتقين أن الإنسان هو من يصنع الاقتصاد وليس العكس، والدليل أننا اليوم نشاهد دولا عظمى تتشاجر من أجل الحصول على أشياء بسيطة جدا “ورق التنظيف “، وهذا أمر يدعو إلى التفكير في المسألة.
عدد من الدول منظومتها الإقتصادية قوية، جاءها فيروس لا تراه العين المجردة وحطمها بهذه السهولة، لذا فأنا أعتقد أن عالم ما بعد جائجة كورونا لن يكون هو نفسه العالم الذي كان قبلها، ستتغير الكثير من المفاهيم، ستتغير الحضارة والقيم أيضا، وأتمنى أن نتدارك أخطاءنا في قادم السنوات، لأننا فعلا محتاجون لهزات مماثلة حتى نعود الى إنسانيتنا ونعود إلى الله قبل كل شيء، في وقت نعيش فيه في عالم طغى عليه الظلم.
ما الذي افتقدته هذا العام وأغفلته خلال السنوات الماضية؟
سأفتقد أسرتي الكبيرة التي كنت أقضي معها على الأقل 24يوما من شهر رمضان، يحزنني أن والدي تقدم في العمر ولم يعد يستطيع الذهاب إلى المسجد، كنا لا نحرمه من صلاة الجماعة ونقيمها في البيت في أجواء روحانية، بل حتى جيراننا ممن يتعذر عليهم الذهاب الى المسجد يأتون إلى بيت “با بوجمعة”، حيث كنا نصلي ونذكر الله وأحيانا نقضي ساعات نهلل على أضواء الشموع، كان جوا روحانيا جميلا سنفتقده حتما.
الإحتضان سنفقتده أيضا في هذا الشهر العظيم، نحن شعب يعبر عن حبه للآخر وقربه له باحتضانه وضمه إليه.
كنت أيضا آخذ والداي لزيارة إخوانهما وأقاربهما، الأمر اليوم مختلف تماما لكن الحمد لله فالمهم أن نبقى على تواصل دائم، إجمالا ليست لي متطلبات كثيرة في حياتي لأحس بفقدانها أنا إنسان بسيط.
كلمة لجمهور سلطانة
أشكر جمهور سلطانة كثيرا أنتم جريدة تحترم نفسها ومتابعيها وخط تحريرها يراعي الجانب المهني والأخلاقي اللذان يعتبران أسس الصحافة ومبادئها، أتمنى لكم رمضان كريم ولجميع المغاربة أرجو منهم يبقوا على اتصال مع أحبابهم..يجب على الإنسان منا أن يتعلم التسامح لأننا في الأخير لن نعيش طويلا لذلك من الأفضل أن نحافظ على القيم الجميلة وننشر الخير فيما بيننا.
حاورته ابتسام مشكور