تعتبر الأعراس المغربية من أهم المناسبات التي تستعد لها العائلات وتجند نفسها من أجل إنجاحها مهما كلفها الأمر.
وإذا كان العرس عند المغاربة يحتاج لكثير من المستلزمات والتجهيزات، بين القاعة و تجهيزاتها و”النكافة” وغيرها، فإن المناسبة لن تكتمل إلا بإحضار “طباخة” تقليدية بارعة وماهرة من أجل تأمين إعداد طعام شهي للمدعوين.
“حادة” امرأة في الستينيات من عمرهاأرملة وأم لأربعة أطفال، تعيل أسرتها لوحدها بعد وفاة زوجها، لم تجد ملجأ غير احتراف الطبخ للتخلص من شبح البطالة وكسب القوت اليومي لضمان عيش كريم لأبنائها وتسديد مصاريف دراستهم.
وفي حديثها مع مجلة “سلطانة” كشفت “حادة” أنها وعند زواجها لم تكن تعرف شيئا عن الطبخ، لكن رغبتها في التعلم مكنتها من اكتساب الخبرة من حماتها، لتصبح بعد ذلك طباخة ماهرة ذاع صيتها في االمدينة، فبدأت تعمل في مناسبات أقاربها بكل حب وشغف، لكنها لم تظن يوما أنها ستجعل من هذه الهواية والشغف مهنة للعيش.
وتابعت “حادة” كلامها قائلة: “نهار مات راجلي شمرت على ذراعي ونضت نخدم على وليداتي،وبديت كانطيب في الأعراس والسبوع ديال الجيران وشي كيقولها لشي حتا وليت الحمد الله مطلوبة خاصة في الأعراس، حيث يدي بنينة وكانصرع الدجاج واللحم واخا ماكاناكلوش”.
وعن الدخل الذي تجنيه من المهنة التي اختارت قالت في: “الحمد الله مدابزين مع الزمن سواء بالقليل أو الكثير،كانتعاون مع الضعفاء وربي كيجيب ليا لي يتعاون معايا،واخا العيا وتمارة منين كانشوف الناس فرحانين وعجبهم طيابي هاديك هي راحتي وفرحتي”.
وتعتبر مهنةالطبخ في الأعراس المغربية مهنة صعبة يحكمها التعب والإرهاق مقابل أجر متوسط أو قليل، لكن في المقابل تبقى إرثا مجتمعيا يُكسب حفلات الأعراس نكهة خاصة.