أم مغربية مصابة بالسرطان تشارك المغاربة فرحة نجاحها وحصولها على “الدكتوراه”

ثورية بحري، ابنة مدينة وجدة وأم لشابة في 16 سنة من عمرها، باغتها المرض الخبيث لكنه لم يشتت تركيزها على تحقيق هدفها الأساسي ألا وهو الحصول على الدكتوراه في القانون الخاص.

ناقشت ثورية صباح اليوم الجمعة أطروحتها التي تطرقت لموضوع “دور القضاء المغربي في تطوير قواعد التحفيظ العقاري”، وبعد إبهارها لكل من حضر مناقشتها بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة، قالت السيدة تعبيرا عن فخرها بإنجازها: “أنا بنت مدينة الألف سنة، الزوجة والأم المتألمة التي استطاعت أن تثبت للعالم أن المرأة المغربية هي مثال للجد والاجتهاد قاومت المجهول و تحدت المستحيل، الحمد لله فقد كان لفعاليات مناقشة أطروحتي صدى طيب وقد أجمع كل أساتذتي على تميزها وكونها أطروحة لم يسبق أن شهدوا مثلها وهي ذات مستوى جد عال”.

وكانت ثورية قد أصيبت منذ سنتين بمرض السرطان، إلا أنها لم تستسلم وتستلق على فراش المرض، بل اختارت مواجهته والاستمرار في الكفاح والمثابرة من أجل الحصول على الدكتوراه التي لطالما اعتبرتها هدفا تسعى له لسنوات، وعن سنوات كفاحها تقول: “أُصِبت بالسرطان قبل التسجيل في السنة الثانية للدكتوراه سنة 2015، وأجريت عملية بعدها، وكان القلم في يدي اليمنى و الجرح ينزف في اليد اليسرى وأنا أُعِدُّ تقرير التسجيل بالسنة الثانية، ثم سافرت إلى مدينة الرباط لاستكمال ملفي الطبي، فانتهزت الفرصة وسافرت إلى مراكش للبحث عن المراجع التي كنت سأحتاجها، وفي ذاك الوقت كانت ابنتي ذات ال 16 سنة تقوم بتضميد جرحي و تنقيته”.

وتابعت ثورية رواية رحلتها مع السرطان قائلة: “كنت أتنقل بين الكلية والمكتبة الوطنية بعد حصص العلاج الإشعاعي بمدينة الرباط والألم يحاول كسري، إلا أنني وبإرادة قوية وعزيمة جبارة أبحث وأنقب عن المراجع، فالحمد لله أنني بعد رحلة العلاج التي مازلت أداومها اعتكفت من أجل إتمام أطروحتي، حيت أنني أتممتها مستوفية سنواتي القانونية”.

وعبرت ثورية عن سعادتها البالغة بعد حصولها على صفة دكتورة في القانون بميزة “مشرف جدا” قائلة: “الحمد لله أني تحديت نفسا بألمها ووجعها، بأملها وصبرها، فرضعت حليب القوة من براثن ضعفي، وشربت ماء الأمل من بركان ألمي، فلن أنكر أنني ضعفت مرات ومرات، ولن أنكر أنني أودعت طائرة عافيتي في مطار السرطان، ولن أنكر أني اشتقت ويرجع بي الحنين لجسم بتر منه عضو من أعضائه، وفي دوامات التمني لعافية مضت،ولأحلام أجهضت كانت هناك نسائم الصبر تهب علي لتضع على صدري وساما كتبت عليه أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه”.

Comments (0)
Add Comment