بعثت التلميذة “ثريا الناجح” ذات التسع سنوات، والتي تدرس بالمستوى الثاني بفرعية الطناجة التابعة لمجموعة مدارس دار الشافعي 2 بسطات، رسالة استغاثة لأستاذتها طالبة منها مساعدتها للعودة إلى كرسي الدراسة.
وجاء في نص الرسالة التي سربتها الطفلة من نافذة بيت عائلتها لإحدى صديقاتها التي تكلفت بإيصالها إلى أستاذتها بعدما ما احتجزها أخوها الأكبر ومنعها من الذهاب إلى المدرسة: “أستاذتي العزيزة الباتول كنشكرك جدا، لأنك ساعدتني باش نبدا حياة جديدة، بغيت نشوفك ضروري، أرجوك بغيت نرجع نقرا في المدرسة… توحشتكم… عافاك طلبي خويا باش يخليني نرجع… كنحبك جدا… بلغي سلامي للأساتذة وأصدقائي…”.
وحسب ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي على لسان الأستاذة، فقد وضعت الطفلة الرسالة في طرد صنعته بواسطة ورقة انتزعتها من دفترها، وكتبت عليه اسمها واسم أستاذتها “الباتول”، وأضافت له رقم هاتف أختها الكبرى، كما خبأتها تحت وسادتها في انتظار فرصة سانحة لإرسالها إلى أستاذتها.
وظلت “ثريا” محتجزة بداخل غرفتها، تتذكر بكل أسى وحزن الأيام التي قضتها رفقة أستاذتها وزميلاتها في الدراسة في السنة الماضية، قبل أن يمنعها أخوها من العودة لكرسي الدراسة، رغم حصولها على نقط ممتازة وهو ما جعلها تدخل في عزلة وحالة اكتئاب طوال العطلة الصيفية.
وفور توصل أستاذتها بالرسالة، توجهت للمدير المساعد الأستاذ مصطفى، الذي قرر عقد اجتماع مستعجل مع أعضاء لجنة اليقظة لمناقشة وضع التلميذة، الأمر الذي دفع بجميع الأعضاء إلى تكليف الأستاذين مصطفى والباتول بزيارة عائلتها ومحاولة إقناع أخيها بالرجوع عن قراره والسماح لأخته بالرجوع إلى الفصل.
واستقبلت “ثريا” أستاذتها “الباتول” عند زيارتها لمنزلهم بالأحضان باكية وراجية إياها مساعدتها في العودة إلى المدرسة، وهو ما تمكن الأستاذان في النهاية من تحقيقه إذ أقنعا أخاها الأكبر بتغيير رأيه.