مغاربة يرهنون اقتناء أدواتهم المدرسية ببيع كتبهم القديمة

قبل موعد كل دخول مدرسي ينهمك العديد من الطلاب أغلبهم فقراء في جمع الكتب المدرسية المستعملة من مختلف المصادر لبيعها بهدف توفير بعض المال لاقتناء كتبهم ومستلزماتهم المدرسية ولتغطية مصاريفهم الضرورية الأخرى على مدار السنة.

في زاوية أحد شوارع حي “المسيرة1” بمدينة تمارة الذي يشهد رواجا تجاريا كبيرا للبائعين المتجولين ينتبه الزائر لحركة غير عادية أبطالها شباب في أعمار متفاوتة يعرضون الكتب على الأرصفة أو فوق طاولات خشبية، لبيعها للطلاب ولأسرهم خاصة الفئة الإجتماعية من ذوي الدخل المحدود، الذين تثقل كاهلهم أسعار وتكاليف الكتب الجديدة.

يقول الحسين، تقني طبوغرافي وبائع محترف في الكتب المدرسية المستعملة في حوار حصري مع مجلة “سلطانة” الإلكترونية: “أمارس هذه التجارة موسميا مع الدخول المدرسي رفقة أخي التوأم منذ أن كنا في الصف الثالث ابتدائي لاقتناء الأدوات المدرسية ولجمع قدر من المال يكفي لسد مصاريفنا دون اللجوء لطلبه من العائلة التي تعاني من عبء المعيشة”.

وأردف قائلا: “نحرص على شراء كتب التعليم العمومي من محلات مختصة في بيعها من درب غلف ودرب عمر بمدينة الدار البيضاء وكذلك من زبنائنا منهم الآباء أو الطلاب من مرحلتي الإعدادي والثانوي الذين باتت علاقتنا بهم لمدة خمسة عشر عاما جد وطيدة بثمن يبلغ نصف سعره الأصلي ونعرضها للبيع في الأسواق بمبلغ تصل نسبته حوالي 80%”.

وقال شقيقه التوأم “حسن” بائع متجول في الأحذية: “بعد حصولي على دبلوم تقني متخصص في الأنظمة الإلكترونية التلقائية لم أعثر على عمل قار يضمن لي مدخول شهري، فاستغليت تجربتي الطويلة في بيع الكتب المدرسية المستعملة لممارسة نوع آخر من التجارة”.

وأضاف: “خلال عرض الكتب أثناء الدخول المدرسي يهمنا كثيرا كسب الزبون بتخفيض أثمنة الكتب حسب قدراته الشرائية، كما يمكن السماح له بأخذها وتأجيل دفع سعرها نقدا بعد مدة معينة قد تتجاوز الشهر”.

وقال أحمد عامل بناء ورب أسرة تتكون من زوجة وابن في ربيعه الثالث عشر لمجلة “سلطانة” الإلكترونية: “أنتظر بفارغ الصبر كل سنة الدخول المدرسي لأجني المال من هذه التجارة رفقة ابني “طالب في السنة الأولى إعدادي” التي توفر لنا مدخولا جيدا لشراء المستلزمات المدرسية ولتغطية مصروف العائلة اليومي وإيجار الغرفة لمدة 3 أشهر”.

وتابع: “رغم الظروف القاهرة إذا لجأ إلينا زبون يتيم أو يعيش حالة مادية جد صعبة يطلب منا بعض الكتب بدون مقابل، نتفق نحن الباعة فيما بيننا دون علمه ونوفر له كل ما يحتاجه لدعمه ولتعزيز روح التضامن والتكافل الاجتماعي”.

ورغم أن سعر الكتب المدرسية المستعملة المعروضة في الأسواق الشعبية يتغير حسب عاملي العرض والطلب فإن هذا النشاط التجاري الذي أضحى رائجا مع بداية كل موسم دراسي جديد يحقق ربحا ومنفعة يستفيد منهما البائع والمشتري.

Comments (0)
Add Comment