بحلول كل موسم دراسي جديد، تزدهر بعض المهن المؤقتة بعدد من المدن المغربية تعفي الشباب من شبح البطالة وتؤمن لهم سد بعض المصاريف، في الوقت الذي تصنع هذه الأنشطة تلبية الحاجيات الإستهلاكية لكثير من الأسر.
وتتميز أغلب هذه المهن بطابعها البسيط المؤقت وبكلفتها القليلة في حين أنها تدر ربحا متفاوتا، مما يدفع الشباب البطاليين والمتقاعدين إلى التفرغ ومزاولة هذه المهن المؤقتة التي تنعش التجارة.
عند دخول سوق “الخبازات” بمدينة القنيطرة، تقف إحدى السيدات متوسطة القامة، جميلة المظهر، اختارت بيع الوزرات في بداية كل موسم دراسي وحسب قولها فإنها اختارت هذا النشاط لأنه بحسبها مهم للتلاميد خاصة أنها أصبحت مفروضة في جميع المؤسسات المدرسية، مايشكل فرصة سانحة للربح، مشيرة أن زبائنها ينتمون إلى شرائح اجتماعية مختلفة.
غير بعيد عنها نصب أحد الشباب البطاليين، طاولة لبيع الدفاتر والأقلام، وقال في حديثة لـ “سلطانة”: “أحول نشاطي من بائع متجول لبائع مستلزمات المدارس مع كل بداية موسم دراسي جديد، وأمارس هذا النشاط لأساعد عائلتي التي تتكون من ستة أفراد وأنا معيلهم الوحيد.
ولباعة المحافظ المدرسية نصيبهم من الربح، إذ غزت الأسواق المغربية مختلف الحقائب من ماركات عالمية تجذب الأطفال في سن مختلفة، فبيع المحافظ يعد من أبرز المهن الموسمية انتشارا، حيث يكثر الطلب عليها، مما يجعل بيعها تجارة لا تبور في هذا الشهر، وأغلب باعتها الموسميين ينتصبون في الشوارع والأزقة الشعبية، حيث يضعون فوق طاولتهم الخشبية السلعة، ويحاولون جذب الزبائن وإقناع المارة بمختلف الطرق.
ويصرح شاب يعاني من إعاقة على مستوى يده ويمارس هذا النشاط المتمثل في بيع المحافظ، بأن مهنته توفر له أرباح تمكنه من سداد حاجياته اليومية، من أدوية، أكل ولباس غير ذلك.
و إضافة إلى بعض المتقاعدين والشباب البطاليين، فإن أصحاب المكاتب، حولوا نشاطهم التجاري خلال شهر شتنبر، فتخصصوا في بيع الكتب والوزرات وجميع المستلزمات المدرسية.
ولعل أكثر مايميز الموسم الدراسي الجديد من كل سنة تغيير المقررات الدراسية على مستوى بعض الكتب أو جميعها، ويقر صاحب إحدى المكتبات، أن المقررات الجديدة تعرف طلبا متزايدا، الأمر الذي قد يؤدي إلى كثرة الطلب وفراغ السوق في بعض الأحيان
وككل بداية سنة دراسية جديدة يخرج بعض البطاليين من دائرة الفراغ، وتتمكن بعض العائلات من جني دخل يساعدها في توفير الحاجيات اليومية، فيما ترفع عائدات بعض الباعة المتجولين.
لكن ظاهرة البيع الموسمي الذي طال بعض الصغار أيضا، ممن يبيعون بدورهم بعض الكتب المستعملة، والتي يكثر عليها الطلب نظرا لغلاء المعيشة والدخل الضعيف لبعض العائلات المغربية مؤشر على عدم قدرة الأسر على مجابهة المصاريف الكثيرة .