“العيد الكبير”.. بين الرواج التجاري والطقوس الاجتماعية المتوارثة

مع اقتراب عيد الأضحى، تبدأ الأسر المغربية بالإستعداد لهذه المناسبة الدينية المهمة، لما لها من بعد روحي واجتماعي.

وتحمل هذه المناسبة الدينية في طياتها أبعاد اقتصادية بامتياز، تتجلى في انعاش وهيكلة ميادين تجارية نوعية تشمل العديد من القطاعات الحيوية بالبلاد مقارنة مع باقي المناسبات الأخرى على مدار السنة.

ويشهد عيد الأضحى أيضا انتشارا واسعا لمهن وحرف مختلفة مرتبطة بشكل وثيق بهذه الشعيرة الدينية، تسهم في خلق رواج تجاري وإحداث فرص عمل وتجارة موسمية تحد نوعيا من حجم البطالة لدى شرائح واسعة من الشباب الممتهنين لتجارة تفرضها الظرفية، وتوفر لهم عائدات مادية محترمة، منها ما يتصل مباشرة بالأضحية، ومنها ما هو على علاقة غير مباشرة بالعيد وطرق الاحتفال به

وتسبق العيد استعدادات تبرز من خلال الحركية التي تعرفها الأسواق وخاصة التي تظهر بشكل موسمي بالتزامن مع المناسبة وتخصص لبيع الأضاحي.

ويتنافس باعة المواشي على اختلاف أصنافها في إبراز أجود ما بحوزتهم، بين الأكباش والماعز وحتى الأبقار، في محاولة منهم لإرضاء زبائن يأتون للرحبة وهم مصممون ألا يعودوا إلا بأضحية يختارونها بعناية.

كما تعج مختلف مدن المملكة بأصوات شحذ السكاكين والسواطير بواسطة آلات كهربائية خصصت لهذا الغرض مؤقتا أو بوسائل تقليدية مقابل دراهم معدودات، وتزدهر أيضا التجارة غير المهيكلة للملابس المستعملة، التي تختارها الأسر ذات الدخل المحدود من أجل الحصول على ملابس العيد بالنسبة لأبنائها.

وبدورها تشهد الأسواق والمراكز التجارية حراكا تجاريا كبيرا استعدادا لاستقبال عيد الأضحى حيث تنهمك الكثير من الأسر في شراء مستلزماته من ملابس ومواد غذائية وتجهيزات.

ولعل أهم ما يميز “العيد الكبير” في المغرب، هو تسابق الأسر لاقتناء أجود الأضاحي مهما كان ثمنها، وذلك رغبة منها في إدخال الفرحة والسرور على الأطفال كما الكبار، وأيضا لتقديمه أمام الجيران كأكبر وأسمن خروف.

Comments (0)
Add Comment