افتتحت ، مساء أمس الجمعة ، فعاليات الدورة 18 لمهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية المنظم ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، بحفل فني أحيته فرقة “ملتقى السلام” المتكونة من عازفين وفنانين من أوروبا وإفريقيا وآسيا.
وبالموقع الأركيولوجي (وليلي)، ألهبت الفرقة في افتتاح هذه التظاهرة المنظمة من قبل وزارة الثقافة والاتصال بتعاون مع مجلس جهة فاس-مكناس والجماعة الحضرية لمكناس ، من 14 الى 18 يوليوز الجاري ، حماس الجمهور الذي تفاعل مع الأغاني التي تعكس أصالة وغنى التراث الإفريقي والأندلسي.
واستمتع أيضا الحضور بلحظات فنية مع فرقة “أهل نانة ” من موريتانيا والفنانة المغربية نبيلة معن اللنين قدمتا أعمالا موسيقية عصرية وتراثية نالت تصفيقات الجمهور.
وقال وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج في كلمة الافتتاح إن هذا الملتقى الثقافي والفني الذي يحظى بالرعاية الملكية السامية، مؤشر على نجاعة الأدوار التنموية للفن والثقافة وعلى اختزان هذه المجالات لمؤهلات إقلاعية تستوجب مزيدا من الاستكشاف والاستثمار.
وأكد السيد الأعرج على أن مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية راكم سنين طويلة من الإشعاع والتميز بفضل جهود الوزارة الوصية وانخراط الشركاء المحليين في توفير شروط الاستمرار والاشعاع، مبرزا أن هذه التظاهرة تبلور سمة متميزة تكمن في عرض التراث الحضاري المادي المتمثل في المواقع التاريخية بمكناس والتراث اللامادي والرأسمال الرمزي الكامن في التعابير الفنية والمظاهر الاحتفالية.
وأشار الى أن المملكة المغربية تواصل تجسيد طبائع عمقها الحضاري مع الانفتاح والتعايش والتبادل البناء وتقديم للعالم أنماطا تقليدية من رصيد المغرب الموسيقي الأصيل والمتنوع.
ومن جهته، قال النائب الأول لرئيس جهة فاس مكناس السيد إدريس الصقلي إن الجهة تدعم مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية نظرا لأهميته التاريخية واحتضانه بالموقع الأثري وليلي المصنف من قبل منظمة اليونسكو تراثا عالميا إنسانيا، وتنظيمه بمدينة المكناس التي تزخر بمعالم تاريخية كبيرة وتراث ثقافي غني ومتنوع.
وأضاف السيد الصقلي أن هذا الموعد الفني يندرج في إطار سياسة الحفاظ على الموروث الثقافي والفني وحماية ذخائر التراث اللامادي في مختلف تجلياته الإبداعية والتعبيرية والانفتاح على ثقافة العالم عبر حوار فني جمالي متميز.
وبدوره، اعتبر رئيس جماعة مكناس عبد الله بوانو إن النسخة ال18 للمهرجان موعد وفضاء لمد الجسور بين الماضي والحاضر والمستقبل والاحتفاء بالموروث الثقافي بمختلف تلاوينه وانتماءاته الجغرافية.
وأضاف السيد بوانو الى أن هذا الموعد الثقافي والفني فرصة لإبراز الخصائص السياحية للمواقع الحضارية والتاريخية للمواقع والفضاءات التي تزخر بها العاصمة الاسماعيلية، منها على الخصوص الموقع الأثري وليلي وساحة الهديم ومسرح ” الأكورا”، بالإضافة الى المساهمة في الإشعلع الثقافي والفني وإدماجها في محيطها الاقتصادي والاجتماعي.
وتميز حفل الافتتاح بتكريم الملحن مولاي أحمد العلوي و المطربة نادية أيوب عرفانا لما أسدياه من خدمات للأغنية المغرية.
وتعرف الدورة مشاركة مجموعة من الفرق الغنائية والموسيقية منها على الخصوص “أوكسيا” من اسبانيا و “أبهيك لاهيري” (الهند) و “سوتاري” (بولونيا)
و “تيران” (الكوت ديفوار) و فرقة المركز الشعبي ل”أوبرا كاوجيا لكوازهو” من الصين.
وتمت أيضا برمجة حفلات فنية بمختلف المواقع الأثرية بمكناس، تحييها فرق فلكلورية محلية وأخرى من تازة وبولمان وصفرو وآزرو بالإضافة الى مجموعة من الفنانين ضمنهم فتح الله لمغاري ومراد البوريقي ولمياء الزايدي .
و م ع