القصري: موسيقى كناوة رسخت مبادئ التسامح والتعايش التي يدعو لها الفن

قال الفنان المغربي حميد القصري إن موسيقى كناوة رسخت مبادئ التسامح والتعايش التي يدعو لها الفن، من خلال تزاوجها مع الأنماط الموسيقية العالمية الأخرى كالجاز والبلوز والريغي، واستطاعت أن تدخل قلوب محبي الموسيقى في أنحاء العالم.

وأضاف القصري في ندوة صحفية، اليوم الاثنين بالرباط، قبيل الحفل الذي سيحييه مساء اليوم بمنصة سلا رفقة مصطفى باقبو ومهدي نسولي، في إطار الدورة ال16 لمهرجان موازين-إيقاعات العالم المنظم من 12 إلى 20 ماي الجاري، أن الفن الكناوي أسر قلوب عشاق الموسيقى بأساليبه وبخاصياته المتفردة التي تضرب في الجذور الإفريقية، مؤكدا أنه يلقى تجاوبا عجيبا من الأجانب خلال سهراته التي أحياها في كل بقاع العالم.

وتابع الفنان المغربي، الذي عاد من جولة موسيقية بأمريكا بعد وعكة صحية ألمت به، أن هذا الفن مكنه من التعريف بالثقافة المغربية وبتعدديتها وأن الأزياء الفريدة والآلات الموسيقية والكلمات المعبرة التي تميز هذا الفن جعلت تلاقحه مع أنماط موسيقية أخرى ينتج مزيجا موسيقيا يطرب الأذن ويغذي الروح.

وقال الفنان الذي ينتمي للمدرس الكناوية التقليدية، أنه يشجع الشباب من عاشقي هذا الفن ويترك بابه مفتوحا في وجه المتعلمين لأي نصيحة أو توجيه، مشيرا إلى أن الأمر أصبح سهلا نسبيا أمام الشباب لتعلم أبجديات هذا الفن من خلال الليالي الكناوية التي تنشر على موقع يوتوب ووسائل التواصل الاجتماعي، عكس ما كان الأمر عليه في السابق حيث كان على المتعلم أن يرافق (المعلم) ويحضر (الليلة) ويسافر إلى العديد من المدن المغربية أينما وجد (المعلم) لتعلم أسلوبه وطريقته الكناوية.

وعن ابنه الصغير الحسين، الذي يثير فضول وسائل التواصل الاجتماعي بموهبته المتفردة في الفن الكناوي، قال القصري أنه يحرص على تمرير أبجديات هذه الموسيقى لوريثه، معربا عن أمله أن يحمل الحسين المشعل لمواصلة نشر قيم المحبة والسلام والتعايش التي جاء هذا الفن الرائع من أجلها. ومن جانبه، قال مهدي ناسولي ، وهو من الفنانين الشباب المولعين بأداء هذا الصنف الموسيقي أنه محظوظ لإحيائه حفل اليوم إلى جانب المعلمين القصري وباقبو باعتبارهما أحد أعمدة موسيقى كناوة، الذي كان يكتفي بمشاهدتهما كمعجب، معربا عن يقينه أنه سيقدم أداء جيدا خلال سهرة اليوم.

وقال ناسولي أن فن كناوة هو فن يخاطب الروح قبل الأذن مفرقا بين الموسيقى المحسوسة والمسموعة، وأضاف أن “تاكناويت” لها طقوس خاصة طورها المعلمون عبر العصور وأن الدور جاء على الشباب للمحافظة على هذا الموروث الثقافي والإرث الفني أمام الظهور المتزايد لموجات موسيقية جديدة.

وأبرز ابن مدينة تارودانت أنه أصدر ألبوما جديدا بعنوان “تازيري”، لقي إعجابا من عشاف الفن الكناوي عبر العالم إثر جولاته الموسيقية، والتي كانت إحداها بمسرح باطاكلان بباريس ، معبرا عن تأثره الشديد عند سماعه بالأحداث الإرهابية التي استهدفته والتي تتنافى مع القيم الروحية والانسانية الذي يروج لها هذا الفن. وستشتعل مساء اليوم منصة سلا بإيقاعات الفن الكناوي العريق، خصوصا وأنها ستعرف مزيجا بين المدرسة التقليدية بقيادة القصري وباقبو، والمدرسة الحديثة في شخص مهدي نسولي في موعد موسيقي حافل. ويعتبر مهرجان موازين – إيقاعات العالم، الذي أحدث سنة 2001، موعدا لا محيد عنه بالنسبة لهواة وعشاق الموسيقى بالمغرب. ومن خلال أزيد من مليونين من الحضور في كل دورة من دوراته الأخيرة، فإنه يعد ثاني أكبر التظاهرات الثقافية في العالم.

ويقترح هذا الحدث العالمي، الذي ينظم طيلة تسعة أيام من شهر ماي من كل سنة، برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ويجعل من مدينتي الرباط وسلا مسرحا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين.

Comments (0)
Add Comment